أشاد عبد العالي الرامي، رئيس منتدى الطفولة، بالتفاعل الكبير الذي حظيت به قصة الطفل أنور، الذي توفي بعد معاناة طويلة ومريرة مع مرض السرطان في مستشفى في ألمانيا، بعد حوالي شهر من سفره وإجرائه عملية جراحية تكللت بالنجاح، غير أن السرطان انتشر في باقي جسمه وأنهى حياته. وأوضح الرامي أن قضية الطفل أنور حظيت بتفاعل كبير من لدن عدد من المحسنين المغاربة، الذين أسهموا ماديا ومعنويا في نجاح العملية الجراحية، وذلك بعد أن انتقل الطفل رفقة والدته من الدارالبيضاء صوب ألمانيا بهدف تلقي العلاج حيث وضعت والدته مولودها. وأشار عبد العالي الرامي إلى الدور الكبير الذي لعبته أسرة أنور في التعريف بمرضه وهو الأمر الذي استحسنه الرامي، وبالدور الكبير الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في التعريف بحالة أنور، وواصل في حديثه ل»المساء» بأن الحسين الوردي، وزير الصحة، كان قد استجاب لنداء أسرة الطفل بحيث تدخل من أجل توفير العلاج اللازم، قبل أن ينتقل الطفل أنور ووالدته إلى ألمانيا بعد تطور حالته. واعتبر عبد العالي الرامي في حديثه ل»المساء» أن ضعف الإمكانيات المادية للأسرة تكون عقبة حقيقية في وجه علاج وتطبيب الأطفال، موضحا أن حالة أنور ليس الحالة الوحيدة لكن تعريف الأسرة بمرض ابنها جعلها تصل إلى أكبر عدد من المغاربة الذين أبدوا تعاطفهم وتضامنهم الشديد مع الحالة، بمن فيهم وزير الصحة الحسين الوردي، في الوقت الذي طالب بضرورة تقريب العلاج من المواطنين وعدم جعله متمركزا في محور الدارالبيضاءالرباط في ظل الحديث عن الجهوية، وذلك في إطار ما أسماه بالعدالة الصحية من خلال إحداث مستشفيات جهوية متخصصة وتوفير الأطر الطبية الكافية مع وضع برنامج للتكفل بالأطفال في حالة عوز وبالأطفال الذين هم في حالة هشاشة إلى جانب برنامج راميد وبرنامج الضمان الاجتماعي. وكانت مراسيم تشييع جثمان الطفل أنور، الذي فارق الحياة الخميس الماضي في ألمانيا، قد تمت بمقبرة الغفران في الدارالبيضاء زوال يوم الأحد الماضي بحضور عدد كبير من المتعاطفين مع قضيته وفي غياب المسؤولين، إذ فارق الطفل الحياة بعد رحلة علاج انطلقت من داخل المغرب، قبل أن يتوجه والدته إلى ألمانيا لإتمام العلاج لكنه فارق الحياة بعدها.