تظاهر آلاف المغاربة أول أمس أمام مقر سفارة السويد بالرباط، قادمين من مختلف أنحاء المغرب، منددين باعتزام الحكومة السويدية الاعتراف بالجمهورية الوهمية الصحراوية، حيث رفعوا شعارات تستنكر المواقف المنحازة للبلد الإسكندنافي الذي يتدارس إمكانية الاعتراف بالجمهورية الوهمية. وتحولت الوقفة إلى مسيرة شعبية شارك فيها عدد من فعاليات المجتمع المدني على اختلاف تخصصاتها وتلويناتها، وعدد من شباب الهيئات السياسية، حيث أجمع عدد منهم في تصريحات إعلامية على إدانتهم للموقف السويدي، مطالبين إياه بمراجعة موقفه واحترام موقف الأممالمتحدة ومبادرة المغرب المتمثلة في الحكم الذاتي الذي ينال دعم المنتظم الدولي. ورفع المتظاهرون صور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية، ورددوا شعارات مختلفة تندد بمواقف السويد، وتشدد على مغربية الصحراء، داعين السياسيين إلى جعل هذا الملف ضمن الأولويات. هذا وقد غاب عن المسيرة قادة الأحزاب السياسية، على اعتبار أن هذه مسيرة شعبية دعت إليها عدد من جمعيات المجتمع المدني والحقوقي، إلى جانب بعض التنظيمات السياسية المحلية ببعض المدن. وتأتي هذه المسيرة متزامنة مع الزيارة التي تقوم بها أحزاب يسارية إلى دولة السويد في إطار الدبلوماسية الموازية، برئاسة نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد. وكانت فعاليات سياسية ومدنية وحقوقية، تمثل مختلف الأحزاب والتمثيليات النقابية والهيئات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، وفئات واسعة من الشرائح الاجتماعية، قد أصدرت بيانا تدعو فيه إلى المشاركة في هذه الوقفة التي نظمت تحت شعار «فرصتنا جميعا لدعم قضيتنا الوطنية، والرد على الاستفزازات السويدية»، في سياق الرد الشعبي المغربي على استفزازات دولة السويد للمغرب، التي أعلنت رغبتها في الاعتراف بالكيان الوهمي للبوليساريو، كما أنها دعت إلى مقاطعة منتجات المغرب وشركاته في وقت سابق. وتجدر الإشارة إلى أن رد فعل المغربي الرسمي والشعبي أربك حكومة السويد، حيث سارعت مارغوت فالستروم، وزيرة الخارجية السويدية، إلى التأكيد على أن حكومتها لم تناقش بعد مسألة الاعتراف ب«الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية» كدولة قائمة بذاتها، موضحة أن موقفها من القضية في طور التدارس. وقالت فالستروم إن «الأطراف المشكلة للمؤسسة الحكومية لا ترغب في استباق الأحداث وستنتظر التقرير وبعدها ستناقش الخطوات المستقبلية».