في هذا الحوار، مع يوسف بوكاشوش، متنصر سابق، وصاحب كتاب “كيف دخلت إلى النصرانية بالمغرب؟ وكيف عدت إلى الإسلام؟”، الصادر عن مؤسسة «صوت القلم العربي» بمصر سنة 2008، نحاول الاقتراب بعض الشيء من عالم متنصرين مغاربة ارتدوا عن دين الآباء والأجداد واعتنقوا دين «الخلاص»، وتمثلاتهم لثوابت الأمة. - من خلال تجربتك الشخصية كمتنصر سابق، كيف يمارس المتنصرون المغاربة شعائرهم الدينية؟ بخصوص سؤالك، فيمكن القول إن المتنصرين المغاربة يعانون من مشكل الذهاب إلى الكنيسة، فهم يتفادون الذهاب إليها حتى لا تشير إليهم أصابع المغاربة، لذلك كانوا يمارسون شعائرهم بأحد منازل المبشرين، كما كانوا يدخلون متخفين، مثنى أو فرادى مع فارق زمني لكي لا يثيروا الشبهات حولهم. ثمة أمر آخر يعاني منه المتنصرون المغاربة هو الخوف من كشفهم من طرف الشرطة المغربية ولاسيما جهاز المخابرات، نظرا لحجم العمل وخطورته على الإسلام. أما بالنسبة لممارسة الشعائر الدينية، فقد كنا نجتمع يوم السبت أو الأحد على الخصوص أو بحسب ما تسمح به الظروف أو بمناسبة زيارات وفود مسيحية دولية من إسبانيا ولبنان وأمريكا وبلجيكا وسويسرا... كنا قبل الشروع في ممارسة الشعائر نشكر الرب على نعمة الأكل، وكان دائما أكلا من النوع الرفيع، وبعد الأكل نشكر الرب مرة أخرى ويختم أحدنا بالدعاء، وبعدها نشرع في دراسة الإنجيل مع الترجمة باللغة العربية لمن لا يتقن اللغة الفرنسية، ليبدأ بعد ذلك النقاش والمجادلة الفكرية، كنا وكأننا طلبة في الثانوية، الأب فريدريك يطرح الأسئلة ونحن نجيب، وكنا نحتفل بوجبة السيد وهي عبارة عن خبز ونبيذ، كما كنا نتعلم أناشيد دينية مسيحية، بين فينة وأخرى ننظم خرجات إلى بعض المدن المغربية أو إلى الدول الأوربية. - هناك دعوات في منتديات المسيحيين المغاربة للتحرك قصد ضمان حقهم في ممارسة دينهم بكل حرية، بل إن هناك من يدعو إلى رفع دعوى عبر محامين مختصين ضد الحكومة المغربية لإلزامها بالاعتراف بالمسيحية، أو إيصال القضية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لدفعها إلى الاعتراف الكامل بالمسيحيين في المغرب، كيف تنظر إلى مثل هذه الدعوات؟ نعم هذا صحيح، فالمبشرون الغربيون هنا بالمغرب، يقولون إنهم يعانون من التضييق من طرف المغرب وعدم إفساح مجالات أخرى لممارسة حرياتهم في التبشير كالزيادة في عدد دور الإحسان ومستشفيات المسيحيين. فهم بعد تزايد أعدادهم بشكل كبير، بدؤوا يطمحون للمطالبة بحقوق مرتبطة بحق ممارسة العقيدة لكي يتزايد عددهم أكثر، وخاصة كما قال جد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، إن كتبهم المسيحية تقول إن المغرب سيصبح دولة مسيحية بالكامل. فهم يستقوون بدول الغرب وأمريكا ويحظون بامتيازات خاصة فيما يخص التأشيرة وطلب الهجرة إلى أوربا، بل إن هناك سفارات أوربية متورطة في التبشير بالمغرب. وأعتقد أن الضغوط ستزداد مستقبلا على حكومة المغرب من طرف الغرب مع التلويح ببعض التهديدات، فالمسيحية تنتشر في الأول بالسلم والإغراءات ومن يقف ضدها سوف يتعرض للعنف بمختلف أنواعه من قبل الدول الغربية. - هل كنت تعتبر نفسك مواطنا مغربيا كسائر المواطنين؟ مواطنا بالجنسية فقط، أما في الحقيقة فنحس أننا أوربيون أكثر من المغاربة، حيث ترى حبا كبيرا يمنحه لنا المسيحيون الغربيون عكس المغاربة المسلمين الذين يعانون من العنصرية وصعوبة الحصول على العمل واعتبارهم أعداء قد ينتفضوا في أي لحظة.