ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أول أمس الأربعاء، أن السلطات المصرية تعمل على إقامة جدارا فولاذي على حدودها مع قطاع غزة المحاصر على عمق ما بين 20 و30 مترا تحت الأرض لمنع التهريب عبر الأنفاق. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن العمل بالجدار قد بدأ بالفعل، وأنه سيكون عبارة عن عدد من ألواح الفولاذ في عمق الأرض. لكن مسؤولين محليين برفح المصرية نفوا وجود ذلك الجدار قائلين إن النشاط يستهدف إزالة الأشجار ومنازل على الحدود لإقامة نقطة أمنية عليها. وفي تطور جديد في القضية، أكد نائب وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بشؤون الشرق الأوسط «جيفري فيلتمان» أن قرار بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع قطاع غزة كان قرارا مصريا بحتا اتخذته الحكومة المصرية وحدها. لكن رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية اعتبر أن كلام المسؤول الأمريكي لا يحمل التأكيد أو النفي لبناء الجدار إلا أنه ينفي اشتراك الولاياتالمتحدة فيه. وأوضح فيلتمان في مقابلة بثتها قناة الجزيرة الفضائية أن الحكومة المصرية تتصرف حسب نظرتها لمصالحها الخاصة. من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة الأهرام، أسامة سرايا، للجزيرة إن خبر بناء الجدار على الحدود مع غزة يظل معلقا في الهواء، مشيرا إلى أنه لم ير صورة لهذا الجدار ولم يصدر تأكيد من مسؤول مصري على ذلك. ومن جانب آخر، كشف الناطق باسم نواب الإخوان المسلمين في البرلمان المصري، قبل يومين، عن تقديم طلب إحاطة لمعرفة موقف الحكومة من المعلومات الخاصة ببناء جدار فولاذي تحت الأرض على الحدود مع قطاع غزة. وقالت كارين أبو زيد، المفوضة العامة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأنوروا»، إن الجدار يبنى من الفولاذ القوي، وصنع في الولاياتالمتحدة وقد اختبرت مقاومته للقنابل. ووصفته بأنه أكثر متانة من خط بارليف الذي بني على الضفة الشرقية لقناة السويس قبل حرب أكتوبر 1973 وفق ما نقلت عنها صحيفة «المصريون المصرية في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي. وأشارت المسؤولة الأممية، في ندوة أقيمت الاثنين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى أن عملية تشييد الجدار الحديدي بدأت بالفعل باستخدام ألواح عملاقة من الفولاذ الصلب، كما أشارت إلى استمرار أعمال الحفر الرأسية في عمق الأرض. وأوضحت قبل أيام من مغادرتها منصبها أن المعلومات لديها تؤكد أن تكلفة بناء الجدار كاملة تكفلت بها واشنطن. وأبدت أسفها لاشتراك الحكومة المصرية في مثل هذه السيناريوهات التي وصفتها بأنها «سيئة السمعة ولا تخدم إلا إسرائيل». وتوقعت أبو زيد أن يكون المردود السلبي طويل المدى على الأمن القومي المصري كبيرا في حال شن أي هجمات إسرائيلية على قطاع غزة، التي لم تستبعد أن تكون قريبا، حسب ما نقلت عنها المصريون. وفي رد فعل آخر، شن رئيس تحرير صحيفة الدستور المصرية واسعة الانتشار، إبراهيم عيسى، هجوما في افتتاحيته التي حملت عنوان «حوار حول الجدار»، الحملة الرسمية المصرية التي «تتجه بروح التخلي عن غزة إلى سيناريو التخلص من غزة» وأدان التستر المصري الرسمي على بناء الجدار وحصار غزة تحت مسميات الأمن القومي المصري غير القابل للنقاش أو المراجعة.