وجه والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد دعوة الحضور، يومه الثلاثاء على الساعة 10 صباحا بمقر الجماعة الحضرية بوجدة، إلى الأعضاء (65) ممن سيشكلون المجلس الجديد، ويتضمن جدول الأعمال انتخاب رئيس المجلس ونوابه وانتخاب كاتب المجلس ونائبه. المنافسة على رئاسة المجلس تقتصر على عمر حجيرة وكيل لائحة حزب الاستقلال الفائز ب07 مقاعد من أصل 65 (لكن مدعما بحزب الأصالة والمعاصرة الحائز على 30 مقعدا في إطار تحالف) وعبد الله هامل وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية الحاصل على 28 مقعدا . هذا التحالف الذي منح عمر حجيرة الرئيس الاستقلالي المهزوم المنتهية صلاحيته، رئاسة مجلس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة لولاية ثانية رغم معاقبته من طرف الأغلبية الساحقة لناخبي مدينة وجدة، حيث حصل على سبعة مقاعد من أصل 65 بمجموع 5042 صوتا من أصل 77952 من الأصوات المعبر عنها، وهو ما يعد تقريبا عُشُر عدد المقاعد، وهو ما يعني كذلك أن 9 من الناخبين على 10 عبروا عن عدم رضاهم ويرفضون عودة حجيرة إلى تسيير الشأن العام المحلي للمدينة الألفية، مدينة زيري بن عطية. عبدالله الهامل قايد بحزب «المصباح» بوجدة ووكيل لائحته، صرح بأن المواطنين عبروا بكل صراحة وشجاعة بمنح ثقتهم لمناضلي حزب العدالة والتنمية بوجدة الذين حصلوا على أصوات نظيفة وعاقبوا رئيس المجلس الاستقلالي الفاشل، فيما يعرف الجميع كيف تمكن الحزب الآخر من الحصول على 30 مقعدا، متسائلين من له الحق في تسيير هذه المدينة. الناخبون الوجديون صُدموا لهذا التحالف البغيض والتوافق الهجين الذي أصبح حديث الشارع والمقاهي والتجمعات واللقاءات، والذي خدعهم واعتبروه خيانة للأمانة ولثقتهم واستحمارا لهم واستهزاء بهم، وعبروا عن رفضهم المطلق لهذا الواقع المزيف الذي أملته المصالح الشخصية وأنانية الأحزاب، ضاربين عرض الحائط مصالح المواطن وكرامته ولا تحترم إرادته ورأيه ومواقفه، في ظل الدستور الجديد والدمقراطية والشفافية، وتوعدوا بردّ قوي وانتقام شديد خلال الاستحقاقات القريبة المقبلة. شباب من مدينة وجدة، أقدموا على إنشاء صفحة في شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» تحمل عنوان «وجديون رافضون لتنصيب حجيرة عمدة لمدينة وجدة»، وتهدف هذه الصفحة حسب الساهرين عليها إلى «جمع أكبر عدد من المواطنين الغيورين على بلدهم والرافضين لتولي المفسدين التدبير الجماعي والجهوي لأقاليمهم»، بتعبيرهم، متسائلين عن جدوى تنظيم الانتخابات وتبذير الأموال الطائلة من ميزانية الدولة، إذا كان من باب ربح الوقت تعيين «عمر» رئيسا خصوصا وأنه حصل على 7 مقاعد وانتصر على 58 مقعدا. زهر الدين طيبي، إعلامي، باحث وأستاذ في قانون وتدبير المنازعات وقضايا الإعلام بجامعة محمد الأول بوجدة، أكد على أن قيادة «البام» المركزية بتنازلها عن بلدية وجدة توقع شهادة وفاة الحزب بالمدينة، باعتبار هذا التحالف هجين، غير منطقي ولا يحترم إرادة الناخب ذلك الذي فرضته القيادة المركزية لحزب الأصالة والعاصرة على هياكلها بوجدة، بل هو انتحار سياسي يوقع شهادة وفاة حزب الجرار نهائيا بالمدينة التي تعيش صراعا مستمرا بين حزبين غريمين هما العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة… واستخلص طيبي أن حزب الاستقلال سوف يكون في وضعية صعبة لا يحسد عليها أمام الرأي العام الوجدي سواء دخل التسيير أو فشل في الوصول إليه، كما أن حزب الأصالة والعاصرة مدعو لتقديم اعتذار للمواطنين الذين صوتوا لصالحه وفق برنامج ووعود بعدم التنازل عن التسيير من أجل التغيير، رغم أن العذر أقبح من الزلة... « وما على حزب العدالة والتنمية سوى أن يشمّر على ذراعيه استعداد لكسح عظيم سواء خلال التشريعيات المقبلة أو كل المحطات الانتخابية القادمة، لأنه المستفيد الأول والأخير عن جدارة واستحقاق بالاستحقاقات المستقبلية على الأقل في وجدة».