الحملة بدات.. وظهر صديقي المرشح بابتسامة قد ينساها طيلة أعوام.. أصبح بحال درهم لحلال، فينما دزتي تلقاه، يقف أمام باب المقاطعة الحضرية ليسهل عليك عملية الحصول على أوراق إدارية، وحتى لا ماكانوش عندك التصاور بلاش.. وقد تجده أمام باب المستشفى، وفي كل الأماكن العامة والخاصة.. الحملة وما تدير.. وهناك وزراء تستهويهم الانتخابات، كيتواضعو مع بنادم.. مزوار سره أن يأكل الكرموس الهندي من عند صاحب كروسة في حي شعبي.. وياسمينة بادو سعيدة بتوزيع الابتسامة على الميكانيكي والخضار ومول الحانوت.. وشرفات أفيلال تشرب الشاي فالزنقة.. وآخرون يتواضعون مكرهون لاستمالة الناخبين.. ولكن المواطن المغربي، لم يعد من السهل استبلاده.. يتذكر دائما حين تنتهي الانتخابات ويذهب لجماعته المحلية فيكتشف غياب الرئيس ويغيب معه النواب، وقد يتطلب منك التوقيع على شهادة إدراية وقتا طويلا، ولا ما صبرتيش دير منها بناقص.. ويغيب "لمقدم" عن المقاطعة.. وإذا أردت شهادة السكنى يجب أن تسكن بالقرب من المقاطعة حتى يجي على خاطرو، وإن لم يعجبك الأمر شرب لبحر.. ويغيب العديد من المستشارين باستمرار عن قبة البرلمان، كيجيو غير فالنهار لكبير، عاطينها غير للغياب، ولا جاو كيعطيوها للنعاس.. دارو ليهم ورقة الغياب والبادج وهددوهم بالاقتطاع من المانضة.. و اللي فراسهم ما يحيدوش الما طايب.. وأمام قسوحية الراس.. قدموا لهم تعويضات خيالية من أجل الحضور.. في حين يكمل العامل البسيط شهره غير بلكريدي.. وإن طالب بالزيادة في الأجر، يخبره رب العمل بلكنة حزينة.. ماكاينة فلوس هاد الساعة.. باراكا عليكم غير الزيادة فالأسعار.. يتذكر المغاربة وقوفهم في طوابير أمام العديد من الإدارات العمومية.. لقضاء مصالح مستعجلة.. يتطلب الأمر في الكثير من الأحيان الانتظار لساعات.. وحين يأتي الدور على أحدهم يكتفي الموظف بابتسامة صفراء حينا، وبتخراج العينين حينا آخر.. قبل أن يقول لك ببرودة دم.. شوف أخويا غير "سير دابا حتى تجي".. بدعوى كثرة الملفات العالقة.. الأمر الذي اعترف به الوزير مبديع، وصرح بأن الإدارت عامرة بالموظفين وما كيديروش خدمتهم.. ويتذكر المواطن أيضا أن الانتخابات لن تقضي على البطالة، حتى وإن كان أحد المرشحين قد وعد بتشغيل الشباب العاطلين ومهنته هو عاطل عن العمل.. كون كان الخةوخ يداوي كون داوى راسو.. ولازال العديد من حاملي الشهادات يجلسون أمام قبة البرلمان في انتظار عمل قد يأتي وقد لا يأتي أبدا.. لا زالت رؤوسهم معرضة في كل لحظة لهراوات لمخازينة، يكتفون بتطمينات بنكيران، الذي وعدهم في حملته الانتخابية بالتشغيل، قبل أن يقلص من مناصب الشغل حين أصبح رئيسا للحكومة.. وقد يكررها مرة ثانية في هذه الحملة الانتخابية.. التشغيل بالشفوي.. يتذكر المواطن غياب الموظفين في إدارات أخرى عمومية، في ظل غياب قرارات صارمة لردع الموظفين الذين اعتادوا في العديد من إداراتنا العمومية أن يشتغلوا كأشباح.. وخريج المعاهد الذي يبحث عن عمل خاصو الواسطة مع الشهادة العليا.. يتلذذ الناخب بحلاوة الوعود الانتخابية.. ويدرك جيدا أنها لا تتحقق أبدا بالتيمم.. وغدا، بعد الانتخابات، قد يصبح البحث عن المرشح كمن يبحث عن جوا منجل. أما الآن راه ديما حداك بحال درهم لحلال.