ازداد حسن فولان بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي، في 2 غشت 1954، أحب الفن وتعلق به منذ صغره، وحينما أحس بنمو مواهبه في مجال التمثيل، التحق في البداية بفرقة الجيل الذهبي، كانت التجربة جيدة لكنها لم تستمر طويلا، إذ سرعان ما غادر فولان الفرقة بعد أن قضى بها سنة واحدة فقط، أدرك الرجل أنه في حاجة لمزيد من التكوين، فالتحق بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح وتتلمذ على أيدي أساتذة كبار من أمثال فريدة بورقية، وأحمد الطيب لعلج، وأحمد الصعري، كان ذلك سنة 1973 ، وكان لابد لفولان أن يدخل تجربة أخرى أكثر إثارة، إذ سرعان ما التحق بفرقة الطيب الصديقي للمسرح، وشارك معها في مجموعة من العروض المسرحية، كمقامات بديع الزمان الهمداني وأبو حيان التوحيدي، استمر ذلك لسنوات وقدم مع الفرقة عروضا في دول أخرى أجنبية كثيرة، كان فولان سعيدا جدا بمشاركته في أعمال فنية صنعت له اسما في ساحة المسرح.. كان حسن فولان متعدد المواهب، كان يملك حسا كوميديا، فشكل مع رفيق دربه عبد الإله عاجل ثنائيا جميلا «عاجل وفلان» تعرف عليه الجمهور من خلال أعمال فكاهية هادفة، وكانت مرحلة جميلة جدا.. بعد ذلك أسس فلان رفقة عاجل ونور الدين بكر، فرقة مسرح الحي، انضم إليهم في البداية الداسوكين وسلوى الجوهري والسعدية أزكون، وكانت مسرحية «شارب عقلو» عصارة تجربة مسرحية ناجحة، ليلتحق بالفرقة فيما بعد عبد الخالق فهيد والخياري، وجواد السايح، ولهليل، وكان عطاء الفريق كبيرا، إذ قدم مسرح الحي لجمهوره الكبير مسرحيات لقيت استحسانا كبيرا وخلفت صدى طيبا في نفوس المغاربة، وكلنا يتذكر مسرحيات «العقل والسبورة» وحسي مسي وشرح ملح وحب وتبن.. المسرحيات التي أعادت المغاربة لقاعات المسرح، وعرفت نجاحا كبيرا، كانت الأعمال جيدة، وكان عطاء الفنانين كبيرا قبل أن تتوقف الفرقة في أوج عطائها، وبقي فولان مع عاجل يقدمان أعمالا فنية أخرى، يتذكر فولان نجاح مسرح الحي بفخر ويتذكر أيضا توقفه بمرارة.. لكنه لا يتذكر أول أجر حصل عليه في مجال الفن، ولكن لا يزال يعلق بذاكرته أجر 300 درهم في بداية مشاركته مع فرقة الطيب الصديقي في أعمال فنية خالدة، اشترى بها أغراصا منزلية.