أعربت مجموعة من الجمعيات التجارية والمهنية بساحة جامع الفنا عن عدم رضاها عما أسمته "الفوضى التي تعرفها الساحة ومحيطها أمام صمت وتجاهل مسؤولي الإدارة الترابية والمجلس الجماعي". وأوضحت الجمعيات التي يبلغ عددها حوالي 25 جمعية، في بلاغ لها توصلت "المساء" بنسخة منه، أنها راسلت والي مراكش ورئيس المجلس الجماعي بخصوص أكشاك بائعي المأكولات التي أضحت مقامة بشكل مستمر في الساحة، وأصبحت تشكل حاجزا وحزاما أمام المحلات التجارية المقابلة وتشويهها لجمالية الساحة وهو ما انعكس سلبا على الرواج التجاري للساحة . وأضاف البيان أن جميع الشكايات التي تقدمت بها قوبلت بصمت مريب، بل إن أحد المسؤولين لا يرى مانعا في تكريس هذا الوضع الجديد، الذي اعتبرته الجمعيات مخالفا لقرارات المجلس الجماعي كما أن تجار ومهنيي أحد الأسواق المتضررة سبق أن أضربوا عن العمل ونظموا وقفات احتجاجية بالساحة. ونبه البلاغ إلى زحف "الفراشة" والباعة المتجولين وتسببهم في عرقلة حركة المرور، وانتشار حراس السيارات الذين يستفزون المواطنين بأثمنة مرتفعة. واعتبرت الجمعيات أن ساحة جامع الفنا هي القلب النابض لمدينة مراكش وقاطرة السياحة المحلية والوطنية وأن قيمتها التاريخية والسياحية لم تستمدها فقط من الأطباق المعروضة فيها فقط، بل من نشاط الحلقة وما تعرضه من سلع وبضاعة لزوارها. وشددت الجمعيات الموقعة على البيان على أن التوازن بين الثلاثي (الفرجة والتجارة والطعام) هي الهوية الحقيقية للساحة، وأي اختلال في الأضلاع الثلاثة للساحة سيغير من معالمها وتتحول إلى شيء آخر غير الساحة، كما أن اعتراف منظمة "اليونسكو" بها كتراث شفهي للإنسانية جاء انطلاقا من قيمة عروض رواد الحلقة بدل تحويلها إلى فضاء للأكل على مدى 24 ساعة ومسرحا يفتقد لأي تنظيم.