شهدت مدينة طنجة نهاية أسبوع غير طبيعية، وصل فيها الاستنفار الأمني إلى ذروته، كما امتلأت الفنادق الكبرى بالمدينة عن آخرها بكبار الشخصيات، نظرا لتزامن احتفال الملك محمد السادس بذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب بقصر مرشان، مع زيارة شخصيات بارزة من العائلتين الحاكمتين بالإمارات للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ووجد وزراء من حكومة عبد الإله بنكيران صعوبة في إيجاد غرف ملائمة بطنجة، حسب ما أكدته مصادر مطلعة ل «المساء»، جراء امتلاء الفنادق الكبرى عن آخرها، وهو الأمر نفسه الذي عانى منه رئيس أحد مجلسي البرلمان، حيث كان المسؤولون المغاربة في حاجة إلى مكان للإقامة ولتغيير ملابسهم بملابس أخرى رسمية، لحضور الاحتفالات التي أقيمت بقصر مرشان. وأضافت مصادر «المساء» أن ممثلين عن أمراء سعوديين وإماراتيين حجزوا فنادق ومطاعم فاخرة بكاملها بدون نقاش أثمنة الحجز «العام» المقترحة من طرف إداراتها، بغرض ضمان «الخصوصية» من جهة، ومن أجل قضاء عطلتهم بطنجة قريبا من معالمها السياحية البارزة من جهة أخرى. ونتيجة الضغط الكبير على الفنادق، وصل ثمن غرفة عادية في وسط مدينة طنجة إلى 1000 يورو، حسب ما أكده مصدر فندقي، والذي أضاف أن وجود ملك السعودية وأفراد عائلته، إلى جانب حكام الإمارات وشخصيات مغربية بارزة، حرك عجلة النشاط السياحي بطنجة بشكل غير مسبوق، لكنه تسبب في أزمة لزوارها المغاربة والأجانب الذين لم يجدوا أماكن للإقامة. إلى جانب ذلك انتعش سوق تأجير السيارات الفخمة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى فتح الباب أمام الكثير من الشبان الحاصلين على رخص سياقة، للعمل كسائقين لأفراد العائلات الحاكمة بالسعودية والإمارات مقابل مبلغ يصل إلى 500 درهم يوميا. وفي المقابل، عرفت المدينة استنفارا أمنيا غير مسبوق، خلال الأسبوع الماضي، بعدما تراكمت عدة أحداث مهمة، فمن جهة تم تفكيك عصابة السطو المسلح على الأبناك، ومن جهة ثانية كان لزاما على المسؤولين الأمنيين تأمين الزيارة الملكية واحتفالات 20 و21 غشت، ومن جهة ثالثة تأمين عطلة ملك السعودية وزيارة حاكم دبي وولي عهد أبو ظبي. وكان كل من نائب رئيس دولة الإمارات العربية حاكم إمارة دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، قد زارا العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بمقر إقامته بمدينة طنجة، حيث تباحث الطرفان حول قضايا تهم بلديهما، علما أن الملك السعودي كان قد قرر تمديد عطلته في طنجة لأسبوع آخر.