ألقت مصالح الأمن بطنجة، فجر أول أمس الثلاثاء، القبض على المشتبه في كونه العقل المدبر لعملية السطو المسلح الفاشلة على ناقلة أموال بحي فال فلوري، لتكشف التحقيقات معه مفاجآت كثيرة، أولاها تورطه في عملية مماثلة العام الماضي، والتي نجح من خلالها في سرقة 740 مليون درهم، بالإضافة إلى جرائم أخرى ظلت غامضة. وكانت عناصر الشرطة قد توصلت إلى معطيات تفيد بأن شخصا يقطن بمنزل فخم بالقرب من المستشفى الإسباني بوسط مدينة طنجة، مشتبه في تورطه في عملية الخميس الماضي، لتراقب منزله لمدة 24 ساعة، قبل أن تقتحمه في حوالي الساعة الخامسة من صباح الثلاثاء، حيث عثرت عليه هناك. وحاول المشتبه فيه الفرار من قبضة الأمن، عبر التهديد بإلقاء نفسه من إحدى النوافذ، غير أن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض عليه، وتبين أن الأمر يتعلق بشخص يدعى «مخلص»، مغربي الأصل حامل للجنسية البلجيكية ومقيم في هولندا، وهو في الأربعينات من العمر، وميسور الحال، كما أنه معروف بسلوكه العدواني، وسبق أن قضى عقوبة حبسية مدتها 3 أشهر بتهمة الاغتصاب. وانتقلت الشرطة أيضا رفقة المشتبه به بعد القبض عليه، إلى فيلا ومزرعة يملكهما بطريق تطوان بالجماعة القروية ملوسة، وهو المكان الذي يعد بمثابة منطلق عمليات العصابة التي يتزعمها المشتبه به، حيث عثرت داخلها على سيارة من نوع «داسيا» سوداء اللون، تنطبق عليها مواصفات السيارات المستعملة في محاولة السطو على ناقلة النقود ب»فال فلوري»، كما تم العثور على سيارة أخرى رباعية الدفع، اتضح أنها مسروقة. وعثرت الشرطة أيضا على سلاح أوتوماتيكي متطور صناعة بلجيكية، يرجح أنه استعمل في إطلاق النار على ناقلة الأموال، لكن أهم ما عثرت عليه مصالح الأمن كان تسجيلات فيديو لكاميرات مراقبة الفيلا، والتي تظهر المشتبه فيه وأشخاصا آخرين يرجح أنهم أفراد عصابته، يعدون الأسلحة النارية استعدادا لاستخدامها. وحسب مصدر مطلع، فإن المشتبه فيه كان قد نفى في البداية صلته بعملية السطو المسلح على ناقلة الأموال بشارع فيصل بن عبد العزيز في فبراير من سنة 2014، غير أن الضغط عليه من طرف المحققين ومواجهته بعدة أدلة، جعلته يعترف بأنه العقل المدبر للعملية وبأنه زعيم لعصابة تحترف الإجرام، مكونة بالإضافة إليه من 4 أشخاص آخرين. ومن المفاجآت الكبرى للتحقيق أن الموقوف اعترف أيضا بارتكابه جريمتين ظلتا غامضتين، أولاهما قتل الشاب «ع.ب» بطلقات نارية شهر ماي من سنة 2013، والتي قال المتهم إن سببها هو تصفية حسابات، وثانيهما إطلاق الرصاص على ساق مهاجر مغربي يحمل الجنسية الإسبانية، ثم سرقة سيارته الفخمة شهر نونبر من العام نفسه. وحسب مصدر «المساء»، فإن الموقوف شخص يتمتع بثراء فاحش، يرجح أن يكون مصدره العمليات الإجرامية، حيث إنه بالإضافة إلى الفيلا والمزرعة التي يمتلكهما، يمتلك أيضا يختا، ولديه مشاريع استثمارية لم يحدد المصدر طبيعتها، غير أنه معروف بميوله العدوانية، كما أنه يحترف الإجرام.