تسخينات انتخابية غير مسبوقة بجهة فاسمكناس بين أقطاب سياسية ثقيلة للظفر برئاسة الجهة، بعدما أعلن عن ترشح أربعة وزراء وأمينين عامين لحزبين سياسيين، ووال سابق في وزارة الداخلية لخوض غمار هذه الانتخابات. فقد أعلن حزب العدالة والتنمية عن ترشيح وزير المالية، إدريس الأزمي، وكيلا للائحة في الجهة، وإلى جانبه عدد من الوجوه المعروفة في «البيجيدي»، منها الكاتب الجهوي للحزب الراضي السلاوني، وعبد الله بوانو، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، والكاتب الإقليمي للحزب بفاس، سعيد بنحميدة، وعدد من البرلمانيين الذين سبق لهم أن اكتسحوا العملية الانتخابية الخاصة بمجلس النواب. وقرر امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ووزير الشبيبة والرياضة في حكومة بنكيران في صيغتها المعدلة، الترشح للانتخابات القادمة في جهة فاسمكناس. ويتحدر الأمين العام الحركي من منطقة إيموزار مرموشة، بضواحي إقليم بولمان. فيما بدأت أسرة الوزير التجمعي محمد عبو في إجراء الترتيبات الأولية، وحشد التأييد وسط الأعيان بالمنطقة لفتح المجال أمام الوزير التجمعي المكلف بالتجارة الخارجية لكي يبدأ زحفه في الانتخابات القادمة انطلاقا من جماعة بني وليد بنواحي إقليمتاونات، التي يترأسها لعدة ولايات. كما أعلن مصدر مقرب من إدريس مرون، الوزير الحركي المكلف بقطاع التعمير وإعداد التراب الوطني، والذي التحق حديثا بحكومة بنكيران، عن ترتيبات يجريها هذا الوزير للترشح للانتخابات المحلية القادمة، في جماعة عين مديونة، التي يترأسها منذ سنة 2009. ويُطل هذا الوزير الحركي على الجهة ملوحا بتجربته المهنية في قطاع التجهيز والتعمير، وبخبرته السياسية كونه سبق له أن شغل منصب نائب رئيس جهة الرباطسلا زمور زعير لولايتين. فيما قرر الوزير الحركي السابق، محمد أوزين، خوض غمار الانتخابات بالجهة ذاتها، في جماعة واد إيفران القروية بنواحي إقليم إيفران. لكن مهمته ستكون صعبة بالنظر إلى المتاعب التي يواجهها، بعد إعفائه بسبب قضية ملعب الرباط، وبسبب تسجيلات صوتية مع أحد أقاربه من الذين قرروا الالتحاق بحزب الاستقلال. ويراهن تحالف بنكيران على هذه الأقطاب السياسية المعروفة في المشهد السياسي المغربي، إلى جانب عدد كبير من الأعيان لمواجهة الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، وهزمه للظفر برئاسة الجهة، بعدما سقطت «قلاعه» في «موقعة» رئاسة الغرف المهنية. وقالت المصادر إن حزب الاستقلال سيواجه متاعب كبيرة في هذا النزال الانتخابي الذي سيدخله شبه وحيد، بعدما أبدى حزب الأصالة والمعاصرة مرونة بالغة في التحالف مع مكونات الأغلبية الحكومية في الغرف المهنية، فيما يعاني الاتحاد الاشتراكي، حليفه الثاني في المعارضة، من تصدعات داخلية من شأنها أن تؤثر على أدائه في الانتخابات القادمة.