لم يعد مستغربا أن نرى في جل الأحياء الشعبية محلات متواضعة لبيع حفاظات الأطفال منتهية الصلاحية «بثمن لا يتعدى درهمين للحفاظة الواحدة، ولأنها رخيصة الثمن تقبل عليها الأمهات بكثرة دون معرفة المخاطر الصحية لهذه الحفاظات على فلذات أكبادهن. وفي هذا السياق يقول الدكتور محسن كسيكس، أخصائي أمراض الكلي والمسالك البولية والتناسلية «إن بعض الأسر من محدودي الدخل لا يستطيعون شراء الحفاظات ذات الجودة ويستبدلونها بالأرخص منها «أي المهربة» أو بالمعنى الأصح المنتهية صلاحيتها، والتي تملأ الأسواق الشعبية، حيث لا يتعدى ثمنها درهما فقط، والتي تتسبب في حساسية واضحة واحمرار للبشرة قد يؤدي إلى التهابات عديدة، إلا أن الأبوين عادة ما يتغاضيان عن هذه الحقيقة ويستعملان الكريمات المختلفة بغية إزالة آثار الحفاظات، متناسين ما يمكن أن تسببه من آثار جانبية قد لا تحمد عقباها». ولاحظ الدكتور «كسيكس» أن صناعة هذه الحفاظات تتميز بكونها تعتمد بشكل كبير على المواد المصنعة والبلاستيكية، ولا يدخل فيها إلا القليل من المواد القطنية التي تتميز بامتصاصها للرطوبة وعدم تأثيرها في البشرة الرقيقة للطفل، خاصة وأنها تكون ملامسة للمناطق الحساسة المغطاة عادة.. وأشار إلى أن للحفاظات العادية أضرارا حين تسيء الأم استعمالها، وأكد على أن بقاء الحفاظ المبلل أو الملوث في جسم الطفل لفترة طويلة، يتسبب في تهيج الجلد وحدوث التهابات جلدية سطحية، وعادة ما تكون مؤلمة مما ينتج عنه أمراض جرثومية نتيجة تسرب جرثومة efcherichia coli، التي توجد في البراز إلى المسالك البولية مسببة التهابا في المثانة ومنها ينتقل إلى الكلي. لذا من الواجب على الأم تغيير الحفاظ بمجرد اتساخه على الفور. أما في حالة التبول، فالمدة تتراوح بين ست ساعات و12 ساعة، وبالخصوص حين يتعلق الأمر بالأنثى، لأنه إذا تركت الحالة على ما هي عليه فإن ذلك يلوث الفتحات التناسلية الأمامية ويرفع من نسبة رطوبة الجلد، وبالتالي إصابة الجلد بتهيج حاد، كما يحبذ تجنب استعمال الأمهات ل«الطالك» لأنه بدوره يؤدي إلى الحساسية الجلدية عند الطفل.