عندما فاز اللاعب الأرجنتيني بالكرة الذهبية مؤخرا كأفضل لاعب، فإن ذلك أبهج كثيرا أنصار فريق برشلونة الذين يرون في هذا اللاعب الدجاجة التي تبيض أهدافا، غير أن هذا الابتهاج الكبير بهذا اللاعب يخفي الكثير من النجوم الآخرين الذين يعملون في الظل دون أن تحتفي بهم وسائل الإعلام. في فريق البارصا الكثير من الأسماء اللامعة، غير أنها تتوارى إلى الوراء لأن الفريق يروّج حاليا اسمين رئيسيين فقط هما ميسي وإبراهيموفيتش، وهذا شيء لا يسعد كثيرا باقي اللاعبين. في فريق البارصا يوجد الفرنسي تيري هنري، الذي جاء إلى برشلونة من إنجلترا وتبعته هالة نجم حقيقي، غير أن نجومية هنري اضمحلت قليلا وتحول اليوم إلى لاعب مثل باقي اللاعبين، بل هناك أصوات قريبة من البارصا لا تنفك تعبر عن رغبتها في بيعه اليوم قبل الغد إلى فريق آخر قبل أن يتراجع مستواه بشكل أكبر ويصبح عالة على الفريق، مثلما كان الحال عليه أيام رونالدينو، الذي دفع من أجله فريق تشيلسي الإنجليزي أزيد من 100 مليون أورو في أيام عطائه الزاهية، ورفض فريق البارصا بيعه، وحين تحول اللاعب إلى خردة، فإن الفريق باعه بحوالي 20 مليون، وهو محظوظ في ذلك لأنه وجد فريقا يشتريه. في برشلونة أيضا لاعبون آخرون يصنعون مجد الفريق لكنهم لا يعتبرون نجوما. هناك اللاعب كارلز بوجول، وهو ابن مدينة برشلونة، الذي يعتبر المحرك النفاث لدفاع الفريق، لكنه لا يحظى بتلك الهالة الإعلامية التي يحظى بها اللاعبون النجوم. في الفريق يوجد أيضا الحارس فالديس، وهو أيضا ابن برشلونة، والذي استطاع الحفاظ على مكانته كحارس رئيسي، على الرغم من الهفوات الكثيرة التي ارتكبها في عدة مباريات، لكنه استعاد بريقه وأثبت للفريق أنه الحارس الذي لا يجب أن يتغير. لاعب آخر في برشلونة يقاتل في صمت، إنه يحيى توري، أو يايا، كما تسميه وسائل الإعلام الأجنبية. هذا اللاعب جاء إلى الفريق وسط حبور كبير لأنصار الفريق، وأثبت بعد وقت قصير أن كفاءته لا تقل عن باقي اللاعبين، بل أبان في كثير من المرات أنه أفضل من عدد من النجوم، لكنه لم يأخذ حقه من الشهرة الإعلامية ولم ينل اعتراف الفريق بمجهوداته، وهذا ما دفعه مؤخرا إلى الاحتجاج والتعبير عن رغبته في مغادرة الفريق إذا استمر الحال على ما هو عليه، لكن الرد جاء سريعا، وعبر مسؤولو البارصا عن استعدادهم لتجديد عقده، عند ذلك صرح توري بأنه سعيد في البارصا وبأنه سيبقى. هناك أيضا الفرنسي ذوي الأصل الإفريقي، إيريك أبيدال، الذي لا يتحرك دفاع الفريق من دونه، والذي يعتبر ربحا كبيرا لدفاع الفريق الذي كان التعب قد بدأ يدب إليه قبل مجيئه. أنصار برشلونة عادة ما يهتفون في الملعب بأسماء لاعبين يحبونهم حتى من دون أن يحصلوا على تتويجات عالمية ولم تكن صفقاتهم بعشرات الملايين. هناك جيرارد بيكي، ابن برشلونة، الذي يعتبر واحدا من أفضل ما أنتجت الملاعب الإسبانية. وهناك لاعب وسط الميدان إينييستا، الذي غالبا ما كانت تمريراته الذكية مفتاحا للكثير من انتصارات البارصا، وهو أيضا مساهم فعال في قلب الهجوم. هؤلاء ولاعبون آخرون هم الذين يصنعون مجد البارصا حاليا، إنهم الجزء الأهم في الفريق على الرغم من أن الجميع يتحدث عن ميسي وإبراهيموفيتش. ويبدو طبيعيا أن يركز فريق على لاعب أو أكثر كنجوم أساسيين، لكن النجوم لا يصنعون لوحدهم الانتصارات، الانتصار يتم صنعه انطلاقا من حارس المرمى وحتى آخر فرد في كرسي الاحتياط. إنه قانون الكرة.