سجلت، عشية أول أمس الأحد بضواحي اشتوكة آيت باها، حالة وفاة جديدة جراء الإصابة بلدغة أفعى، ويتعلق الأمر بطفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات، كان رفقة شقيقته منشغلين بجمع ثمار بعض الأعشاب البرية عندما سمعت شقيقته صرخته، حيث أخبرها بأن شيئا ما قد لدغه، وانتبهت شقيقته، رغم حداثة سنها، إلى احتمال أن تكون لدغته أفعى، فقامت بربط أعلى ساقه حتى لا ينتقل السم بسرعة إلى قلبه، حسب تعبيرها، وعندما تم نقله إلى البيت تأكد الأبوان بأن الأمر يتعلق فعلا بلدغة أفعى، مما حدا بهما إلى نقله إلى أقرب مستوصف، والذي لم يكن يتوفر على أي أدوية أو أمصال من شأنها إنقاذ الطفل، ليتقرر بعد ذلك نقله إلى المستشفى الإقليمي المختار السوسي بتارودانت بعد قطع مسافة تتجاوز تسعين كيلومترا وبمسالك وعرة، ليصل الطفل بعد ساعتين إلى المستشفى. وتبعا لتصريحات مدير المستشفى، فقد وصل الطفل في حالة حرجة، فتم إدخاله على عجل إلى غرفة الإنعاش إلا أن جميع المجهودات التي تم القيام بها لم تسعف الطفل في مقاومة السم الذي سرى في كل أطراف جسده ليلقى حتفه متأثرا به. وتبعا لذلك، عبرت مجموعة الأصوات الحقوقية عن استنكارها الشديد لاستمرار حالة الصمت المريب الذي تلتزمه السلطات الصحية في المناطق التي تعرف تسجيل حالات متكررة من الإصابة جراء لدغات الزواحف السامة، وذلك لأن الجهات الصحية لم تعمد إلى توفير الأمصال المضادة للتسمم، والتي من شأنها إنقاذ أرواح المواطنين، خاصة النساء والأطفال الذين هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من التسممات. كما شددت الجمعيات الحقوقية ذاتها على ضرورة توفير جهاز لليقظة من أجل إسعاف الأشخاص الذين يتعرضون لهذا النوع من اللدغات التي تكون قاتلة، خاصة بعد تكرار العديد من الحالات في المناطق الجبلية المطلة على وادي سوس، سواء تلك التابعة لنفوذ عمالة اشتوكة آيت بها أو عمالة تارودانت والتي سبق أن عرفت تسجيل حالات مماثلة.