لجأ مغاربة مهاجرون بالديار الأوربية إلى القضاء لمقاضاة شركة تملك محطات خاصة بالوقود بمدينة أسفي، بعد أن تم تزويد سياراتهم بوقود مختلط بالماء وفاسد، وإهانتهم وتحقيرهم. وحسب شكايات حصلت «المساء» على نسخ منها، قدمت إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمدينة آسفي، فإن أزيد من أربع سيارات تعرضت للتخريب وأصيبت بأعطاب تقنية، جراء تزويدها بوقود فاسد ومغشوش. وطالب المشتكون، الذين حلوا بمدينة آسفي لقضاء عطلة الصيف رفقة أسرهم، وكيل الملك بفتح تحقيق في الموضوع وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بمحركات سياراتهم، بعد أن قدموا له شكاية في الموضوع. من جهة أخرى، أفاد مقربون من مسير محطة الوقود، أنه أنكر التهم الموجهة إليه، واعتبر أن الأعطاب، التي لحقت بتلك السيارات لا علاقة لها بالوقود، الذي تؤكد الوثائق التي بحوزته جودته، خاصة أن الشركة المزودة التي يتعاملون معها بمحطته ذات صيت عالمي وجودة عالية. وحسب معلومات دقيقة حصلت عليها «المساء»، فإن ما يقارب عشرة من أصحاب السيارات، بعضها من نوع عالي الجودة في ملكية مهاجرين، اجتمعوا صدفة، صباح الاثنين المنصرم، بالمحطة للاستفسار عن طبيعة الكازوال، الذي ضخ في خزانات سياراتهم فأصاب محركاتها بالعطب، فتحول النقاش إلى تشاجر وتبادل للتهم، مما اضطر المتضررين إلى الالتجاء للمحكمة الابتدائية. وقال مقرب من أحد المشتكين المتضررين في اتصال ب»المساء»، إن وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية استقبل المشتكين، واستمع إليهم وسلمهم رسالة مغلقة لم يعرف محتواها، حملوها إلى المسؤولين بولاية الأمن، لكن أحد رجال الأمن بالولاية أرشدهم إلى مصلحة الديمومة، حيث استمع إلى بعضهم مساء نفس اليوم، ولآخرين في اليوم الموالي، في الوقت الذي لم تحل فرقة أمنية بالمحطة لأخذ عينة من الوقود، والوقوف على حقيقة الحادث. وحسب المصدر نفسه، فقد أصيب المتضررون العائدون إلى أرض الوطن بخيبة أمل كبيرة، بسبب ما اعتبروه تماطلا وعدم اهتمام بمعاناتهم في وقت أوصى بهم ملك البلاد خيرا. ولم يخف أحدهم أنهم ناقشوا في حالة من الغضب عدم جدوى التردد والاستقرار بوطنهم الأم، في غياب ضمان حقوقهم العادلة والبسيطة. وجاء في شكاية أحد المهاجرين المتضررين أنه جاء إلى الوطن الأم لقضاء العطلة مع أسرته، وحينما توجه مساء الأحد إلى محطة شحن خزان سيارته بالكازوال بمبلغ 550 درهما، لكن محركها لم يشتغل بسبب الكازوال المغشوش. فتدخل بطريقة حبية لحل المشكل، وطلب من مسير المحطة إفراغ الكازوال الفاسد، واستبداله بآخر صالح، وتعويض الخسائر التي لحقت به «فقام بسبه وإهانته». نفس التهم وجهها كل من «ع. ب»، الذي يقطن بأسفي، حيث «توجه يوم السبت المنصرم إلى المحطة ذاتها حيث شحن خزان سيارته بالكازوال بقيمة 200 درهم فتعطل محركها». مهاجر آخر بفرنسا يقول في شكايته إلى وكيل الملك إنه «زار عائلته وكان ينوي العودة يوم الثلاثاء على متن سيارته ذات الجودة العالية، فضخ في خزانها ما قيمته 500 درهم من الكازوال، لكن فساده جعل محركها لا يشتغل، وعندما أخبرت مسير المحطة تعرضت للإهانة والتحقير».