مازالت أزيد من 4 آلاف أسرة بجماعة دخيسة، التي توجد على بعد حوالي خمسة كيلومترات عن المدينة الإسماعيلية مكناس، تعاني أزمة خانقة بسبب حرمانها من الماء والكهرباء، منذ خمس سنوات. ووصف سكان الوضع ب"المأساوي" نظرا لغياب أبسط وسائل العيش الكريم، وأدانوا عدم استجابة المسؤولين للعديد من الشكايات، مؤكدين أن هذا التهميش والإقصاء متعمد ولا يقتصر على الماء والكهرباء بل يشمل البنيات التحتية والنظافة، في ظل غياب مدارس ومستوصفات صحية ومساجد. وقد نظم السكان المتضررون بجماعة الدخيسة مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر ولاية الجهة للمطالبة بحقهم في ربط منازلهم بشبكتي الماء والكهرباء قبل أن تتدخل المصالح الأمنية وتمنعهم من إتمام هذه المسيرة بشكل وصفوه ب"العنيف". وقد شارك حوالي 200 من سكان الجماعة في المسيرة التي شجبوا فيها تعامل المصالح الأمنية مع مسيرتهم السلمية بشكل تم خلاله نقل سيدتين إلى المستشفى جراء تعرضهما للضرب والركل. وعلى الرغم من الحصار والتضييق الذي فرض على المسيرة، فقد تمكن بعض المحتجين من التسلل إلى مقر ولاية الجهة ليعلنوا شجبهم للوضع كما رفع أطفال كانوا بمعيتهم الشموع للمطالبة بالاستفادة من الماء والكهرباء. وأكد المتضررون عزمهم مواصلة الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم المتمثلة في ربط منازلهم بالماء والكهرباء والاستفادة من الخدمات الصحية والتعليم لأبنائهم، وحملوا الجهات المعنية المسؤولية الكاملة عما قد تؤول إليه الأوضاع في حال استمرارها في غض الطرف عن مطالبهم العادلة كغيرهم من المواطنين. وقالت مصادر من المنطقة إن سكان جماعة الدخيسة يعانون من التهميش منذ فترة طويلة دون أن تتحرك أي جهة مسؤولة لرفع البؤس والحرمان عنهم، حيث إن أهالي المنطقة يقطعون مسافات طويلة لجلب شربة ماء لا تتوفر فيها الشروط الصحية ناهيك عن الطريقة التي يتم بها جلب الماء، وهي العملية التي يقوم بها في الغالب الأطفال الذين يحرم الكثير منهم بسبب غياب هذه المادة من الذهاب للمدرسة. وأضافت المصادر ذاتها إن الكثير من الأمراض تتفشى في صفوف الأطفال، والتي قد تكون ناتجة عن مياه الشرب الملوث، كما أن غياب الكهرباء في حياتهم اليومية جعلهم يعتمدون على الشمع للإضاءة كبديل قد ينقذهم من عتمة الظلام ومرارة المشاكل التي يتخبطون فيها. وأمام إلحاح السكان الذين ضاقوا ذرعا بما يكابدونه وقرعهم لأبواب الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء الكثير من المرات استجابت الأخيرة لشكاياتهم إلا أن الحل الذي قدمته انعكس سلبا عليهم، وأفضى إلى تدمير بعض الحفر الخاصة بالصرف الصحي التي كانوا يستعملونها علاوة على خنقهم بالتراب إبان عملية الحفر، تضيف المصادر ذاتها. وأدان المحتجون عدم تعامل الجهات المسؤولة بجدية مع الوضع المأساوي الذي يعيشونه، وعزلتهم التي ترفع من سقف المشاكل الاجتماعية والصحية والأمنية. ويواصل المتضررون احتجاجاتهم السلمية وتوقيع عرائض يعربون من خلالها عن شجبهم وسخطهم على وأوضاعهم المزرية، وتماطل المعنيين بالأمر في إيجاد حل جذري لمشاكلهم، فضلا عن لفت انتباه الرأي العام بغية الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية.