في أول خروج علني له، بعد التحاقه بحزب الحركة الاجتماعية الديمقراطية بمعية بعض الشيوخ السلفيين قبل شهرين، وصف الشيخ عبد الكريم الشاذلي البيئة السياسية بالمتعفنة، وقال إنه سيعمل على أسلمة المجتمع وتطبيق الشريعة. وقال الشاذلي إن واقع العزوف عن المشاركة خطر كبير يحدق بالحياة السياسية، سيما في أوساط الشباب الذين لم يجدوا ما يعبر عن تطلعاتهم وآمالهم العريضة من بين الأحزاب السياسية. كلام الداعية السلفي كان بمناسبة مداخلته في الندوة التي نظمها الحزب بالمكتبة البلدية بدرب السلطان أول أمس السبت، والتي اتخذت عنوانا لها «العمل السياسي بالمغرب، الواقع والرهانات»، قدم خلالها تصورا إسلاميا عن ماهية العمل السياسي، الذي يصبو إليه، والرامي إلى أسلمة المجتمع وتحصين المغرب من الأخطار التي تحيط به. وقد استهل الشاذلي حديثه بتأصيل لمفهوم «السياسة الإسلامية» استنادا على الشروط التي وضعها العلامة الماوردي لفن الرئاسة، وهو المرادف، يضيف الشيخ السلفي، لمسميات اليوم من قبيل «تدبير الشأن العام» أو «تخليق الحياة العامة» و الانتقال الديمقراطي.. وأضاف أن «هناك مسميات كبيرة الحمولة وتنزيلا شكليا، حيث نتحدث عن صراع بين الأغلبية والمعارضة، ونشهد تنابزا بالألقاب والكل يتشدق بأنه يحمل نبض الشارع، في حين أن الشارع مغيب»، قبل أن يطرح المتدخل جملة تساؤلات، منها: هل العملية السياسية بالمغرب مجال للصراع السياسي بغية الوصول إلى السلطة؟ وهل اللعبة السياسية هي الخلاص، أم تبقى مجرد حلبة لاصطياد النخب؟. إلى جانب تلك التساؤلات التي حاجج بها بيئة الحياة الحزبية، أطلق الشيخ السلفي النار على مجموعة من الوجوه السياسية، مثل إدريس لشكر الذي اتهمه بمحاولة تحريف شرع الله بخصوص مسائل الإرث، وكذا شباط الذي اتهمه بتمريغ سمعة حزب علال الفاسي، واصفا توظيفه ل«الشماكرية» في محطاته الحزبية والنضالية ب«الإرهاب السياسي». كذلك، قال المتدخل إنه يستحيل تفسير ظاهرة العزوف السياسي بالعوامل الموضوعية الحالية، دون استحضار الشروط السوسيوسياسية للمغرب، إضافة إلى المشاكل الذاتية للشباب. وعن نيته تأثيث المشهد الحزبي، أكد الشاذلي بأن انخراطه في العمل الحزبي جاء بغرض البحث عن مصالح البلاد العليا، وأسلمة المجتمع في أفق تنزيل شرع الله، بعكس «التخليق» الذي يرفعه البعض كمجرد شعار سياسي للاستهلاك، يضيف الشاذلي. وإلى جانب مسألة العزوف و«إرهاب السياسيين المغاربة»، تناول الشيخ في معرض تفاعله مع الحضور، ما وصفه بالخطر الشيعي القائم بالمغرب، معتبرا بأن الشيعة المغاربة عبارة عن طابور خامس لإيران بالمغرب. كما تطرق أيضا إلى ملف المعتقلين الإسلاميين، الذي لا يزال قائما، ووصف التهم الموجهة إليهم بأنها تهم «باطلة» في غالبها، و»ركوب على قضيتهم» من لدن العديد من الفاعلين والمنظمات، لكن دون تحقيق أشياء إيجابية لهم، يضيف الشاذلي.