بعد شهور من إصدار المجلس الأعلى للتربية والتكوين، الذي يرأسه عمر عزيمان، مقترح الرأي المتعلق بإصلاح التعليم العالي، ما يزال لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، غاضبا جدا من المقترح بعد الجدل الكبير الذي اندلع بين أعضاء من المجلس وأعضاء من حزب العدالة والتنمية حوله. وقالت مصادر»المساء» إن تنظيم الداودي ندوة قبل أيام لتقديم ملاحظات الفاعلين التربويين بخصوص المقترح الذي تقدم به مجلس عزيمان فتح مواجهة مباشرة بين المجلس ووزارة الداودي. وحسب المصادر نفسها، فإن الداودي لم يستسغ بتاتا الطريقة التي تعامل بها المجلس الأعلى للتربية والتكوين مع إصلاح التعليم العالي، حيث عارض الكثير من البنود التي أقرها الداودي، وفي مقدمتها مقترح الشراكة عام- عام، القاضي بمنح الصلاحية لبعض المؤسسات الجامعية الخاصة بمنح دبلومات مشابهة لدبلومات الجامعة المغربية. وأكدت المصادر ذاتها أن عرض الداودي مشروع إصلاح التعليم العالي لم يكن بغاية إدخال تعديلات جوهريه عليه، قبل أن يفاجأ بأن المجلس قدم مقترحات قاسية ولم يأخذ بعين الاعتبار الكثير من البنود التي جاء بها الداودي. المجلس، الذي سبق له أن كلف لجنة من أجل إعادة صياغة مشروع المقترح بعد أن عبر الداودي عن غضبه من الطريقة التي تعاطى بها المجلس مع مشروع إصلاح التعليم العالي، يبدو غاضبا جدا من الندوة التي نظمها الداودي بالرباط، «إذ اعتبرها أعضاء من المجلس نوعا من الرد على مقترح الرأي». وحسب المصادر نفسها، فإن شد الحبل سيستمر بين الطرفين، في انتظار التأشير النهائي على المشروع الذي تقدمت به وزارة الداودي، مؤكدة أن مصادقة الملك على التقرير الاستراتيجي الذي أعده المجلس حول وضعية التعليم بالمغرب قد ينهي الجدل بين مجلس عزيمان ووزارة الداودي.