أوقفت الشرطة القضائية، يوم أول أمس، مستشارا جماعيا ببلدية مرتيل، واثنين من مساعديه، استنادا إلى شكاية رفعها أحد المواطنين بحي ا»لديزة» العشوائي، يتهمه فيها بالاستيلاء على أرضه. و أفادت مصادر مطلعة «المساء» تقديم المستشار الجماعي (غ.أ) الذي يمثل حي «الديزة»، أمام وكيل الملك، الذي أمر بإيداعه سجن الصومال، في انتظار تقديمه أمام العدالة. وكان المستشار الجماعي معروفا وسط ساكنة الحي العشوائي، حيث سبق وأن استمعت إليه الشرطة القضائية سابقا في ملف متشابك يتعلق بالعقود العرفية، والتي تستعمل في البناء العشوائي بحي «الديزة»، ورود اسمه في العديد من ملفات فضائح البناء العشوائي والعقود العرفية المستعملة بشأنها. وكانت مصادر من داخل بلدية مرتيل، قد كشفت للجريدة أن مسؤولين بها يصادقون على عقود عرفية للبيع، تخص أراض بحي «الديزة» العشوائي، ضدا على قرار عامل عمالة المضيقالفنيدق. ورغم تحذيرات عمالة الإقليم، بعدم المصادقة على هذا النوع من العقود بهدف وقف نزيف البناء العشوائي فوقها مقابل إتاوات مالية تمنح لمتواطئين معهم، سواء من السلطة المحلية أو البلدية، فإن عمليات المصادقة عليها لم يتوقف. وحصلت الجريدة على نسخة من عقد عرفي تمت المصادقة عليه يوم 21 من شهر ابريل من السنة الماضية من طرف المستشار الخامس لرئيس البلدية، يحمل رقم 43725. ويتعلق العقد ببيع وشراء قطعة أرضية بحي الديزة مساحتها 109 متر مربع، بمبلغ 120 إلف درهم، وهو ما يكشف عن ارتفاع كبير لهذا النوع من العقود العرفية لأراضي تدخل في نطاق الملك العام المائي الطبيعي حسب ما هو منصوص عليه في القانون رقم 10/95 المتعلق بالماء، خاصة المادة 12 منه، بالإضافة إلى عمليات التقسيم والتجزيء الغير القانوني لأراضي غير مجهزة. وقال مصدرنا أن هذا النوع من العقود هو غير سليم ، كما أنه يتضمن بنودا غير قانونية، من قبيل «حيازة ملكية القطعة الأرضية»، وهي عبارات فضفاضة لا وجود لها في نصوص الملكية العقارية القانونية، مثلما استغربت مصادرنا تمادي بعض المسؤولين بالبلدية في المصادقة على هذا النوع من العقود، رغم فتح عناصر الشرطة القضائية بتطوان، قبل أشهر تحقيقا حول بعض المستشارين ببلدية مدينة مرتيل، وبعض الموظفين والسماسرة المتواطئين في فضيحة حي «الديزة «العشوائي، بناء على شكاية وجهتها وكالة الحوض المائي اللوكوس من أجل تحديد المسؤوليات حول ما تعرفه الضفة الغربية التي تعود ملكيتها للوكالة من ترام خطير من طرف مافيا البناء العشوائي بالمدينة.