تواصل المصالح الأمنية التحقيق مع المواطن السوري الذي تم توقيفه بمطار محمد الخامس وهو يحاول دخول الأراضي المغربية بجواز سفر تونسي يحمل معطيات مغلوطة، وتعد العملية أول ثمار حالة الاستنفار التي تعرفها المطارات المغربية تحسبا لدخول متشددين حيث أوقفت المصالح الأمنية بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء يوم الجمعة الماضي مواطنا سوريا كان يحاول دخول التراب الوطني عبر جواز سفر تونسي، وأكدت معطيات حصلت عليها «المساء» أن توقيف المواطن السوري جاء بعد الاشتباه في جواز السفر التونسي الذي كان بحوزته ليتم إحالته على الخبرة التي أظهرت أن الجواز لا يعود له وأنه قام بوضع صورته عليه مع عدم تغيير المعطيات الشخصية الأخرى لصاحب الجواز الأصلي. وأوضحت المعطيات ذاتها أن التحقيقات مع المتهم أظهرت أنه مواطن سوري كان يحاول دخول الأراضي المغربية بواسطة جواز سفر تونسي لا يخصه، مضيفة أن التحقيقات متواصلة معه تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل معرفة كيفية حصوله على الجواز الذي حاول به دخول الأراضي المغربية والغرض من زيارته البلاد والأشخاص الذين كان من المقرر أن يلتقي بهم. وذكرت المعطيات ذاتها أن المواطن السوري كان يحاول دخول البلاد عن طريق مطار محمد الخامس قادما من تركيا على متن رحلة جوية قبل أن يتم توقيفه من طرف المصالح الأمنية بعد الاشتباه فيه، مضيفة أن الجواز تم إخضاعه لتقنيات متطورة للكشف على الجوازات متوفرة بمطار محمد الخامس لمكافحة استعمال جوازات السفر المزورة للتأكد من كونه يحمل معطيات مغلوطة خاصة بهوية السوري الذي كان يحمله. وأشارت المعطيات ذاتها أن الأجهزة الأمنية تتخوف من دخول متشددين عبر المعابر الحدودية من أجل نقل تعليمات إلى متشددين محلين لتنفيذ اعتداءات على مصالح حيوية داخل البلاد، موضحة أنه تم الرفع من حالة التأهب الأمني خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدينة سوسة التونسية لإحباط أية مخططات مماثلة يمكن أن تستهدف المملكة وهو ما مكن من تفكيك ثلاثة خلايا في ظرف أقل من شهر. وتفرض الأجهزة الأمنية رقابة خاصة على المسافرين الذين يحاولون دخول التراب الوطني عبر تركيا التي تعرف بأنها الطريق المفضل للأشخاص الذين يريدون الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية أو يعودون منه، كما تفرض بناء على المعطيات التي تتوصل بها من شركات الطيران مراقبة على بعض الأسماء والهويات التي تصدر بشأنها نشرات خاصة من طرف الأجهزة الاستخباراتية العالمية خاصة جوازات السفر المسروقة. إلى ذلك، أكدت وزارة الداخلية أن الطريقة التي استعملها المواطن السوري الموقوف تذكر بالاستراتيجية التي دأبت على استعمالها تنظيم الدولة الذي يضع رهن إشارة أنصاره وثائق سفر ليبية وسورية بالخصوص.