في سياق حالة الجمود التي دخلها ملف الصحراء المغربية، بسبب فشل الأممالمتحدة في تدعيم إجراءات الثقة بين طرفي الملف، المغرب وجبهة البوليساريو، من المقرر أن يقوم المبعوث الشخصي للأمين العام الخاص بالملف بزيارة للمنطقة شهر غشت المقبل، وتقود الزيارة روس إلى كل من المغرب ومخيمات تندوف والجزائر وموريتانيا. وتعد هذه الزيارة الأخيرة من نوعها قبل عرض روس تقريره أمام مجلس الأمن الدولي، المقرر بداية أكتوبر المقبل، وهو ما يفرض نوعا من الضغط على الدبلوماسي الأممي لإيجاد سبيل مناسب لحلحلة الملف الذي يعتريه الجمود منذ أزيد من سنتين بسبب فشل الأممالمتحدة في تدعيم إجراءات الثقة بين الطرفين من أجل استئناف المفاوضات. ويسعى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى البحث عن حل لحلحلة الملف بمختلف الطرق، والتي كان آخرها التدخل المباشر في الملف من خلال إيفاد مديرة مكتبه سوزانا مالاكورا إلى مخيمات تندوف، أواسط يونيو الماضي، من أجل لقاء قيادات جبهة البوليزاريو ومحاولة إقناعها بضرورة الاستمرار في إجراءات بناء الثقة من أجل العودة إلى المفاوضات. ويسابق كريستوفر روس الزمن لإقناع طرفي النزاع بالعودة إلى استئناف المفاوضات للبحث عن حل متفاوض حوله بخصوص الملف، خاصة أن كل طرف من طرفي النزاع يتشبث بموقفه ويرفض مناقشة أية حلول أخرى خارج المواقف التي عبر عنها المبعوث الشخصي للأمين العام كريستوفر روس. فالمغرب متشبث بمقترح الحكم الذاتي الذي لاقى ترحيبا من كبريات العواصم العالمية كحل عملي للملف. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أقر في تقريره الأخير المقدم لمجلس الأمن بعدم تحقيق أي تقدم في المفاوضات السياسية حول نزاع الصحراء وأوصى بضرورة دعم دول الجوار ودول أخرى لمساعي المبعوث الشخصي في النزاع كريستوفر روس. كما حذر من الوضع المقلق في منطقة الساحل بسبب الإجرام والإرهاب وقد يمس الصحراء بسبب اليأس في صفوف الصحراويين. وطالب بفرصة أكبر لمبعوثه الشخصي في الاستمرار في المعالجة الجديدة التي يعتمدها وهي الزيارات المكوكية، ويؤكد أنها لم تعط ثمارها حتى الآن بسبب التوقف الناتج عن قرار المغرب، في إشارة إلى رفضه استقبال كريستوفر روس.