كان والده يعمل حلاقا في إحدى البلدات القريبة من مدينة نابولي الإيطالية، وكان متزوجا ولديه طفلان عندما قرر الهجرة مع عائلته إلى الولاياتالمتحدة، حاله في ذلك حال الآلاف من الايطاليين الباحثين عن حياة ومستقبل أفضل، وفي عام 1893 وصلت العائلة إلى نيويورك، سرعان ما وجد غبرايل عملا وانتقل بعائلته للعيش في شقة صغيرة في حي بروكلين، هناك أنجبت زوجته طفلا آخر وأخذت تمارس الخياطة لمساعدته في تحمل نفقات المعيشة، وفي عام 1899 رزقت العائلة بمولود جديد آخر أسموه ألفونسو ونادوه اختصارا «آل» حيث سيشتهر مستقبلا باسم آل كابوني. التسلق نحو القمة في مطلع القرن العشرين كان جيمس كولوزمو يدير بيتا للدعارة في شيكاغو، كان أنيقا ولم تعن له الحياة سوى المال والنساء وقد تزوج من قوادة اسمها فيكتوريا موريسكو، وقام الاثنان عام 1902 بافتتاح بيت دعارة آخر ثم توسعوا تدريجيا ليسيطروا على المزيد من المواخير حول المدينة وأخذوا يجنون الأرباح الطائلة. في تلك الفترة كانت هناك عصابات تسمى «اليد السوداء»، كانت تعتمد أسلوبا صقليا قديما لابتزاز الأغنياء فتبعث رسالة إلى ضحيتها تطلب فيها بأن يدفع لها مبلغا من المال، وفي عام 1909 وصلت إلى كولوزمو رسالة من هذا النوع لذلك أرسلت زوجته إلى ابن أخيها جوني توريو وطلبت منه القدوم إلى شيكاغو لمساعدتهم في التخلص من التهديدات، كان توريو رجل عصابات ويلقب ب»الثعلب» لدهائه لذلك قام بالاتصال باليد السوداء وأخبرهم بأنه مستعد لدفع المبلغ المطلوب واتفق معهم على مكان وزمان معين للتسليم وعندما حضر هؤلاء لاستلام المبلغ قام هو ورجاله بقتلهم جميعا. أصبح توريو مساعدا لكولوزمو في إدارة واحدة من أضخم المنظمات الإجرامية التي كانت تسيطر على الدعارة والقمار في المدينة، وعندما تفاقم الخلاف بين الاثنين قرر توريو التخلص منه واستعان بآل كابوني فتم اغتيال كولوزمو في أحد المقاهي وأصبح آل كابوني مقربا من جيمس توريو وسرعان ما علا نجمه داخل المنظمة. في البداية أحب الناس آل كابوني إذ شبهوه بروبين هود الذي يأخذ من الأغنياء ليعطي للفقراء، إلا أن هذه الصورة سرعان ما تشوهت نتيجة الصراعات وتصفية الحسابات بين عصابة آل كابوني والعصابات الأخرى. نجا آل كابوني من عدة محاولات اغتيال وفي المقابل كان يقوم بتصفية أعدائه بدون رحمة، وكان تحت إمرته ألف رجل مدججين بالسلاح اقترفوا الكثير من الجرائم، كان أبشعها هي تلك التي عرفت باسم مذبحة يوم القديس فالنتين حين تنكر عدد من رجاله بزي الشرطة وقاموا بمداهمة وكر إحدى العصابات المنافسة وقتلوا سبعة رجال رميا بالرصاص، وقد ساهمت هذه الجريمة إضافة إلى جريمة قتل أحد المحققين الشباب في زيادة نفور الناس من آل كابوني رغم أنه حاول زيادة شعبيته عن طريق فتح مطاعم تقدم حساء الدجاج للفقراء مجانا وقام ببعض الأعمال الخيرية الأخرى. بداية النهاية .. نتيجة جرائمه الكثيرة أطلقت عليه الصحافة اسم «عدو الشعب رقم واحد» ورغم أنه لم يحاكم على أي جريمة قتل اقترفها، ولم تثبت عليه أي واحدة منها إلا أن محقق الضرائب أليوت نيس نجح في تقديم آل كابوني للمحاكمة بتهمة التهرب من الضرائب وحكم على آل كابوني عام 1931 بالسجن لمدة أحد عشر عاما. بعدما توسلت منه شرطة شيكاغو الرحيل عن المدينة في وقت سابق. تم حبس آل كابوني في أحد السجون الفيدرالية في ولاية أتلانتا، سرعان ما تمكن من رشوة سجانيه فحظي بمعاملة خاصة حيث كانت غرفته مؤثثة جيدا وكان يلتقي بعائلته يوميا واستمر في إدارة عصابته من داخل الزنزانة، فقررت الحكومة إرساله إلى أقسى السجون الأمريكية آنذاك وهو سجن الصخرة أوألكاتراز، هناك لم يحظ آل كابوني بأي معاملة خاصة وطبقت عليه قوانين السجن الصارمة حاله حال بقية السجناء فانقطعت اتصالاته مع الخارج وأصبح مطيعا بعد أن تعلم بأنها الطريقة الوحيدة الناجحة للعيش في ألكاتراز، لكنه تعرض إلى استفزازات من سجناء آخرين وتشاجر مع بعضهم وأصيب في إحدى المرات بطعنات من مقص حلاقة، وفي السجن أخذت تظهر عليه أعراض مرض الزهري الذي كان قد أصيب به في شبابه فأدخل المستشفى وأطلق سراحه عام 1939. لقد أثر السجن والمرض على آل كابوني ففقد الكثير من وزنه واعتلت صحته، ولم يعد قادرا على إدارة عصابته فقضى المدة الباقية من حياته بهدوء في المنزل حتى فارق الحياة عام 1947 جراء تعرضه لسكتة قلبية.