بعد أقل من شهرين من رحيل الفنانة التشكيلية المغربية الركراكية في ظروف صحية واجتماعية قاسية، تعاني المطربة المغربية نادية أيوب منذ أكثر من خمسة أشهر من حالة صحية صعبة بعد إصابتها بانتفاخ على مستوى الحلق يستدعي إجراء عملية جراحية أو القيام بترويض أسبوعي يكلف عشرات الآلاف من السنتيمات نظير الحصة الواحدة من الترويض، في وقت تعاني فيه أيوب من عطالة عن العمل بسبب مرضها الذي يمنعها من الغناء أو التكلم بشكل عادي مع مخاطبيها. عن هذه الحالة، قالت نادية أيوب التي وجدت صعوبة في التحدث ل»المساء»: «من الصعب على الفنان أن يتنازل عن عفته، وأن يطلب العون من أحد، ولكن أحيانا يجد المرء نفسه أمام إكراهات مالية وصحية وارتباطات اجتماعية تجعله يأمل أن يجد التضامن من إخوانه ومحبيه وأصدقائه،إلا أنني ارتأيت أن يشاركني أصدقائي هذه المحنة، إذ بعد مشاركتي في لجنة تحكيم برنامج»استوديو دوزيم» في الصيف الماضي، أحسست بصعوبة في التحدث مع الناس، فاستشرت طبيبي الخاص، فأكد لي من خلال الفحوصات والتحاليل وجود«ولسيسة» في الجهة اليمنى للحلق، هي المسؤولة عن هذا المشكل، فطلب مني إجراء عملية جراحية بتقنية»الليزر»، وبحكم معرفتي بتبعات هذه العمليات التي تفقد الإنسان القدرة على الغناء حسب ما أكدت لي إحدى الفنانات المغربيات، استبعدت الفكرة بشكل نهائي، لأنني أعيش فقط من هذا الصوت الذي وهبني إياه الله، وبعد إصراري، اقترح علي الطبيب إجراء ترويض لتجاوز هذا المشكل، فوافقت بشكل مبدئي، إلا أن أشياء أخرى حالت دون ذلك». أشياء رفضت نادية أيوب الكشف عنها في البداية، إلا أنها تراجعت تحت الإصرار بالقول:«كنت أريدك أن تعفيني من الكشف عنها، ولكن مادمت قد أصررت، فسأجيبك، المشكل الحقيقي الذي أعاني منه، هو عدم قدرتي على توفير مصاريف العلاج الباهظة، لاسيما وأنني لم أشتغل منذ عدة أشهر، وأنت تعلم أن الفنان المعافى يجد صعوبة في العمل، فما بالك بالفنان المريض، أنت تعرف المجال الفني جيدا، وتعرف أن الفنان إذا لم يشتغل فمن أين له أن يعيش». وأضافت نادية أيوب:«بالإضافة إلى هذه المصاريف، فلدي ابن يدرس المحاسبة في فرنسا لم أرسل له أي مبلغ منذ مدة، إذ إنه يدرس ب3700 أورو في الشهر دون احتساب مصاريف الأكل والمواصلات، وهو الشيء الذي عقد مشكلتي المادية، فلو كنت أعرف أنني سأصاب، لن أرسله إطلاقا للدراسة والتغرب في هذه الظروف الصعبة التي تؤثر على صحتي، وهو يهاتفني باستمرار لأرسل له مبلغ الدراسة، غير أنه لم أتمكن من ذلك، وهذا ما يعرضه للطرد من المؤسسة التي يدرس فيها، لهذا فأنا مقسمة بين ألمي الشخصي وألم ابني المتغرب عني». وفي ردها عن سؤال حول التغطية الصحية التي لطالما روج لها بعض النقابيين، قالت نادية أيوب:» ليست لي أية تغطية صحية، لقد تقدمت بملفي للنقابة منذ عدة أشهر دون أن يردوا علي، لقد عرفوا حالتي، بعض النقابيين اتصل فقط للاطمئنان على صحتي، والبعض الآخر فضل الصمت، وهذا يفقد النقابة دورها الحقيقي في دعم الفنان والوقوف معه في ساعة الأزمات، يجب أن نتجاوز مرحلة الوعود الفارغة، لنصل إلى الدعم الفعلي الذي يحتاجه الفنان، من جهة ثانية سمعت أن هناك خطوات لتنظيم تكريم خاص بي، وأعتقد أن الفنان إذا لم يكرم في الوقت الذي يحتاج فيه لهذا التكريم، فلا قيمة له، ولقد اتصلت بالفنان محمد الزيات في هذا الموضوع، وأنا أنتظر ماالذي سيقومون به». جدير بالإشارة إلى أن الفنانة التي تعد من أبرز الأصوات التي ميزت مرحلة نهاية الثمانينات وأوساط التسعينات سبق وأن توجت في مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة قبل عدة سنوات.