سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شباط: التحالف مع «البيجيدي» ليس خطا أحمر وصراعنا معهم يتجاوز القضايا الشخصية قال إن ابن كيران تحدث في قضية زراعة الكيف بلسان «لوبي المخدرات والكوكايين»
ارتبط اسمه بالانقلاب على آل الفاسي داخل حزب الاستقلال ثم الانسحاب من التحالف الحكومي مباشرة بعد انتخابه أمينا عاما للحزب. عبد الحميد شباط، السياسي المثير للجدل، يقول كل شيء في هذا الحوار عن صراعه مع حزب العدالة والتنمية وأمينه العام عبد الإله ابن كيران، ويتوقف عند أهم نقاط الخلاف بين حزبه وحزب «الخطيب: خدمة مشروع دولي، التشكيك في المؤسسة الملكية ومؤسسات الدولة، مواجهة الأحزاب. عمدة فاس الذي خاض حربا طويلة الأمد مع ابن كيران، يتحدث في الحوار أيضا عن رؤية حزبه حول تقنين الكيف والتحالفات الانتخابية قائلا في هذا الصدد إن التحالف مع العدالة والتنمية ليس خطا أحمر. – كان هناك لقاء تنسيقي بين أحزاب المعارضة الأربعة في بيت الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، هل نفهم أن هذه الأحزاب تتجه نحو تأسيس تحالف انتخابي سياسي في أفق الانتخابات الجماعية المقبلة؟ من الصعب جدا الحديث عن تحالف سياسي في الانتخابات المقبلة لأن النتائج تختلف حسب المدن. صحيح أن أحزاب المعارضة تنسق فيما بينها في الكثير من النقط التي تتعلق بتدبير ملف الانتخابات، بل وصل التنسيق إلى مستوى التوافق على أغلب القضايا المرتبطة بها، والتحالفات في الانتخابات الجماعية تكون دائما رهينة بالنتائج داخل كل مدينة وداخل كل جماعة، بمعنى أننا سنتحالف مع أحزاب مختلفة. – ولو اقتضت الضرورة التحالف مع حزب العدالة والتنمية الذي خضت معه حربا طويلة، بصيغة أخرى: أليس هناك خط أحمر للتحالف مع حزب ابن كيران؟ لا، ليس هناك خط أحمر. خلافنا مع العدالة والتنمية خلاف عادي جدا، لأننا حزب ينتمي إلى المعارضة، ومن الطبيعي أن تكون لنا انتقادات تتعلق بالتدبير الحكومي. نحن مستعدون أن نتحالف معهم إذا ما تعلق الأمر بملف اجتماعي يهم الشعب المغربي، أما أن تزيد في الأسعار وفي الضرائب وتقليص عدد الوظائف والإجهاز على مكتسبات المغربي والعجز عن إصلاح صندوقي التقاعد والمقاصة، فهذا خط أحمر حقيقي، لا يمكن أن نتجاوزه. صراعنا مع العدالة والتنمية ليس صراعا شخصيا، ويجب أن يفهم قادته أن انتقاداتنا تتصل بتسيير الشأن العام وعليهم أن يتحملوا ذلك. – تنسيق أحزاب المعارضة يشي بحقيقة واحدة: تخشون أن يتكرر سيناريو اكتساح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجماعية المقبلة؟ ابن كيران صرح قبل أيام أنه لا تهمه المناصب حتى ولو احتل المرتبة الأخيرة. سياق الانتخابات الجماعي يختلف تماما عن السياق الذي نظمت فيه الانتخابات التشريعية، بمعنى أن الظروف الإقليمية والدولية ساعدت حزب العدالة والتنمية على احتلال المرتبة الأولى، بيد أن هذه الظروف لم تعد قائمة الآن. في اعتقادي، تأكد المغاربة أن خطاب العدالة والتنمية ينبني على الزيف، ولا نحتاج إلى الكثير من الدلائل لنثبت أن ابن كيران ومعه حزبه غير جلده تماما، إذ يكفي فقط الرجوع إلى برنامجه الانتخابي وإقامة نوع من المقارنة مع ما تحقق الآن لتروا البون الشاسع بين الوعود وبين الواقع. – لكن تبادل الاتهامات العنيفة بينك وبين ابن كيران يوحي أن جوهر الخلاف شخصي جدا ولا يمت بصلة إلى تدبير الشأن الحكومي.. مشكلة ابن كيران أنه يعتبر كل من ينتقده فاسد ويساند الاستبداد. أتصور أن دور رئيس الحكومة يتمثل بالأساس في حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية للبلد والاهتمام بمشاكل المواطنين، لا أن يجمع بضع عشرات من مناصريه ليشرع في سب خصومه السياسيين بأقذع الأوصاف و»يشوه بهم» بلغة ساقطة.. – أنت أيضا استعملت مفردات قاسية وساقطة بلغتك: قلت إن ابن كيران ينتمي إلى «داعش» وأنه عضو بالموساد ودعوته فيما بعد أن يزور بويا عمر، ثم تلومه في الأخير على توظيفه هذا القاموس.. دعني أشرح لك أن السياق الذي أثرت فيه سيرة «داعش» كان مرتبطا بسياق دولي، حيث طرحت سؤالا على رئيس الحكومة مؤداه: ما علاقتكم بجبهة النصرة وب»داعش»؟ في تقديري كان على ابن كيران أن يجيب على السؤال لا أن يستعمل السباب والقذف. حقيقة أستغرب كيف أن رئيس الحكومة يقول في تصريحات رسمية إنه هو من اقترح عمالا على صاحب الجلالة ويقول أيضا إن حكومته شكلها بنفسه ولم يتدخل فيها أحد، ثم يأتي في اليوم الموالي ويصرح أنه ليس سوى موظفا في الحكومة ولا يتوفر على أية صلاحيات: أليس هذا ضربا من العبث ومن ازدواجية الخطاب. البارحة كان ابن كيران يقول بلغة حماسية إنه ضد حفل الولاء، واليوم ينقلب على نفسه ويؤكد أن حفل الولاء من صميم الثقافة المغربية وإرث يجب الحفاظ عليه. لهذا السبب بالذات كان ضروريا جدا أن يذهب السيد رئيس الحكومة إلى بويا عمر قبل غلقه كي يتداوى من ازدواجية الخطاب. – ابن كيران وضع مصداقيتك على المحك حينما طالبك بشراء مطبعته، وتحداك بشكل علني أن تقتنيها وقال إنك تراجعت إلى الخلف في آخر لحظة..هل هذا صحيح؟ كل ما يفعله ابن كيران أنه يسعى دائما إلى تحوير النقاش وتمييعه ليصرف نظر المغاربة عن مشاكلهم الحقيقية. أما عن قضية المطبعة، فهي بسيطة جدا ويمكن أن أشرحها على الشكل التالي: ابن كيران قال إن قيمتها تصل إلى 15 مليونا، وأنا أعرف نوع هذه المطبعة وأعرف أنها تنسخ بالألوان بالإضافة إلى أني أتوفر على وثائق تؤكد أن الجماعات التابعة لحزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح تطبع كل وثائقها عند هذه المطبعة. وأتحدى ابن كيران أن ينفي أن رئيس جماعة تطوان لا يلجأ إلى مطبعته..لقد كتبت رسالة إلى ابن كيران ليفتح لنا باب المطبعة لنرسل خبراء لمعرفة نوعية الآليات والقيام بالإجراءات الروتينية التي تتعلق بعملية البيع والشراء قبل أن يجيب علي برسالة أخرى يقول فيها إن عملية البيع»دازت في الهواء»، وبدأ يتكلم عن مطبعة أخرى لا علاقة لها ب»توب بريس». بعد ذلك، كلفت موثقا ليتحقق من سلامة الأمور ورفض أن يسمح له بذلك. ما نعيبه على رئيس الحكومة أن مطبعته استفادت من أموال الدولة بشكل غير قانوني ثم إنه لم يصرح بها، وعلى هذا الأساس يجب أن يحاكم عن كل الأموال الحرام التي جناها من المطبعة. – وصل الصراع بين المعارضة ورئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران إلى حد الاحتكام إلى الملك، ماذا كان مضمون المذكرة التي وجهتموها إلى الملك؟ مضمون الرسالة لم نخفه عن المغاربة، فقد أكدنا على شيء أساسي هو أننا نرفض استغلال رئيس الحكومة لاسم جلالة الملك لمواجهة أحزاب المعارضة. وقد التقت الأحزاب مع مستشار من الديوان الملكي الذي أكد أن الملك والمؤسسة الملكية هي حكم ولا يمكن أن تدخل في صراعات سياسية، وأكد أيضا أن المؤسسة الملكية ليست طرفا في الصراع بين المعارضة والأغلبية ولا يجب إقحامها في أي صراع. أريد أن أسأل السيد رئيس الحكومة بشكل صادق: لماذا لم يخبر الرأي العام بفحوى لقائه مع مستشاري الملك بعد الرسالة التي وجهناها إلى الديوان الملكي؟ أطرح السؤال رغم أني أدرك جوابه بشكل مسبق، حيث سيبني كل كلامه إلى المجهول ولن يتلفظ بجملة واحدة سليمة قد تسعف على فهم ما يقول. كنا نريد أن نوصل رسالة مفادها أن رئيس الحكومة يسيء إلى المؤسسة الملكية وإلى الدستور المغربي، فحينما يقول على سبيل المثال إن الملك اقترح عليه بعض الأشياء ووافق عليها رغم أنها تعارض مرجعيته الإسلامية، لأن الملك أمير المؤمنين. بناء عليه، يحق لنا أن نتساءل إن كان جلالة الملك قد كلف يوما عبد الإله ابن كيران بالقيام بشيء يسيء إلى الدين أو يتعارض معه. – تريد أن تقول إن البيجيدي كان حلا ظرفيا فقط أملته سياقات معينة، وسينتهي دوره بتبدل الظروف السياسية التي طبعت سنة 2011؟ اكتشفنا حينما كنا نسير الحكومة مع حزب العدالة والتنمية أننا إزاء تسيير جمعية صغيرة لا رأس لها. كنا نخال أن الحزب يتوفر على كفاءات حقيقية لنصدم أنه ينظر إلى شركائه وكأنهم مكملون فقط بل وينظر إليهم نظرة ازدراء، الشيء الذي جعلنا لا نتردد في مغادرة السفينة الحكومية. اليوم، ابن كيران فقد رصيده على جميع المستويات بعدما واجه الملكية وواجه الأحزاب السياسية والنقابات. – إذن ابن كيران واجه الملكية قبل أن يواجهكم؟ الشعارات التي رفعها في سنة 2011 حول محاربة الفساد والاستبداد، هل رفعها ضد شباط؟ بطبيعة الحال كان يتكلم على المؤسسة الملكية ومحيطها، معتقدا أن الثورة نجحت وسيصبح رئيسا للدولة. لكن التاريخ أثبت أنه رجل بدون رصيد وكل ما يمتلكه هو الكلام الفارغ، وهؤلاء المتحلقين حوله ليسوا سوى منفعيين يبحثون عن المناصب الحكومية، وما يبعث عن الضحك أن المنخرطين في مشروعه يتهمونه بالانقلاب على قناعاته. صدقتي حلم هؤلاء هو إسقاط الأنظمة ولا شيء آخر. لم يبق لابن كيران ما يواجهه بعدما أيقن أن الملكية في المغرب قوية والشعب يلتف حولها، وحينما ينزل إلى الشارع لن يغفر له المواطنون تنكره لمبادئه. كان يصفنا في الأمس القريب بأننا تماسيح وعفاريت»ومنعرف شنو» بينما أثبتت دموعه داخل البرلمان أنه أكبر تمساح عرفه العالم. – أنت في نظر العدالة والتنمية مجرد تمساح كبير، وأداة في يد الدولة العميقة تسيرك كما تشاء، والأنكى أنها أوصلتك إلى الأمانة العامة للحزب وأخرجتك من الحكومة للإجهاز على الإسلاميين في المغرب.. ابن كيران ليس رجل دولة، ولذلك من المفهوم جدا أنه لا يستطيع أن يستوعب أن النظام لن يقبل يوما خروج أي حزب من الحكومة. لأول مرة في تاريخ الحكومات المتعاقبة على تسيير الشأن العام انسحب حزب وطني من الحكومة في احترام تام لمبادئ الدستور. بقي لحزب العدالة والتنمية فقط أن يقول إن الدولة العميقة حبلت بحميد شباط وخرج من بطنها علما أن شباط بنى مواقفه انطلاقا من المنطقة التي ولد فيها، والإنسان ابن بيئته. أنا ابن منطقة البرانس الأمازيغية، وإذا كان الكثيرون يريدون طمس هذه الحقيقة، فالأمازيغ هم السكان الأصليون لهذه البلاد أحب من أحب وكره من كره، والصراع مع هؤلاء مرتبط بهذا الأمر بالذات، لأن هدف تأسيسهم هو محاربة كل ما هو أصيل في هذه البلاد. إلى جانب أن والدي كان شعلة في النضال الوطني الشعبي. أذكر ابن كيران أني مناضل حقيقي واجه الاعتقالات وعذب أيضا وعانى أبناؤه وكنت سأواجه عقوبة الإعدام في إضرابات 14 دجنبر 1990، وأذكر السيد ابن كيران كذلك أني كنت برلمانيا ولا أتوفر على بطاقة وطنية بسبب مشاركتي في إضرابات 1990. لتحدث تغييرا داخل حزب الاستقلال يجب أن تتوفر على رصيد سياسي ونقابي كبير جدا، وقد توفقنا في ذلك بفضل كفاءات شابة أمنت بالتغيير، ولا أجازف إن قلت إن حزب الاستقلال عرف ربيعا ديمقراطيا. – تحدثت عن مسارك السياسي لكن لم تتحدث قط عن الكيفية التي جمعت بها ثروتك التي قال عنها ابن كيران إنها تقدر بالملايير.. قدمت ما أملك إلى المجلس الأعلى للحسابات، وها أنا اليوم أفوض لرئيس الحكومة أن يبحث في كل محافظات المغرب، وإذا وجد شيئا أكثر من عقارين سأمنحهما له هدية. أمتلك منزلا اشتريته سنة 1986 في حي بنسودة ومازلت مقيما في حي بنسودة الشعبي، ولم أتنكر لتاريخي بالإضافة إلى أني اشتريت بعد ذلك شقة بمبلغ 100 مليون سنتيم دفعتها بالأقساط بعتها بعد ذلك واقتنيت «طرف» في زواغة السفلى عبارة عن «كراجات» وثلاثة طوابق. لا أمتلك لا ربع فاس ولا نصف فاس كما يدعي ابن كيران. أتفهم جدا أن حزب العدالة والتنمية مرتعب من غنى صداقاتي التي بفضلها منحت لبلدية فاس عشرات الهكتارات من الأراضي.. – قبل أيام خرجت مظاهرة في مدينة فاس ورفعت فيها شعارات قوية تطالب برحيلك عن المدينة، هل تنكر هذا أيضا؟ ينبغي أن تعرف أن هؤلاء الذين احتجوا ليس بينهم مواطن واحد ينتمي إلى مدينة فاس. ما حصل كان صنيعة لأطراف أعرف مراميها. – من هي هذه الأطراف؟ أفراد من داخل ولاية الأمن وبعض من أعضاء حزب العدالة والتنمية. لا أقل ولا أكثر. فليطمئن ابن كيران والذين يريدون تصفية الحساب معي أن مدينة فاس مدينة استقلالية وستبقى كذلك بفضل عملنا الجاد والمشاريع التي أطلقناها. التغيير الذي حدث في فاس لا يمكن أن ينكره إلا الجاحدون. ورغم أن الأمن من اختصاصات الحكومة، فقد ثبتت بلدية فاس نحو 500 كاميرا. – ما قصة صراعك مع أفراد من الأمن بفاس؟ أنا عمدة المدينة، وانتخبني المواطنون لأدافع عنهم لا أن أخذلهم حينما يحتاجونني، ومن البديهي أن أتحرك حينما يتصل بي نحو 30 شخصا من دوار العسكر مثلا: هل تريدني أن أسكت وأن أقول لهم لست معنيا بالأمر؟ ثمة عصابات ملثمة هاجمت السكان، ثم تسأل والي الأمن عن تحركات أفراده، ليجيبك أنه تم اعتقال 3 منهم فقط. ولأنني لا أعرف ما معنى النفاق أجيبه أن الذين اعتقلوهم لا علاقة لهم بالمجرمين الحقيقيين. في نظري لا ينبغي لمسؤول أمني أن يمضي أكثر من أربع سنوات في المدينة الواحدة لأنه يختلط مع السكان ومع الأعيان ومع المسؤولين ويتبادل معهم المصالح. حزب الاستقلال عاش صراعا حقيقيا مع الأمن في فاس، حيث كان «سي الصويري» يقود 12 من أفراد الأمن ليهاجموا مقرات حزب الاستقلال بسبب وبدون سبب، بل وكانوا يقطعون الكهرباء لتحريض السكان على التظاهر بالشموع ضدي وكأنني أنا المسؤول عن المكتب الوطني للكهرباء، ومع ذلك حصلت على 16 ألف صوت وألغيت حوالي 22 ألفا أخرى. – كان هناك حديث عن غضبة ملكية ضدك بسبب تعثر المشاريع بمدينة فاس؟ بغينا غير نفهموكوم، مرة تقولون إن الملك غاضب علينا ومرة أخرى تقولون إن الدولة العميقة هي من توظفني والحال أن الغضبة الملكية لحقت الحكومة لأنها المسؤولة عن المآثر التاريخية، ولم تجد ميليشيات العدالة والتنمية على الفايسبوك وسيلة لرد هذا العجز سوى اختلاق أوهام بئيسة. – تتهم ابن كيران بالانقلاب عن مبادئه فيما أنت غيرت مواقفك جذريا في مدة وجيزة، ففي الوقت الذي كنت تهاجم فيه بقوة الأصالة والمعاصرة وقيادييه، أصبحت الآن حليفا له.. أنا لم أتحارب فقط مع الأصالة والمعاصرة، إنما خضت ذلك مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحركة الشعبية والعدالة والتنمية. بالنسبة إلي كان الخلاف جوهريا، إذ أخبرت أصدقائي قبل تأسيس حركة لكل الديمقراطيين أنه يجب أن نتوجه إلى الكتلة المقاطعة للانتخابات لا أن نقضم من الأحزاب الأخرى، غير أن العكس هو الذي حدث، الأمر الذي جعلني أخوض صراعا مع الأصالة والمعاصرة وواجهت صديقي إلياس العماري-كما هو صديق لابن كيران-، وأنا لست من النوع الذي ينكر أصدقاءه بسهولة. كان الهدف التأسيس لفعل سياسي جديد في المغرب، قبل أن يتبين أن الأمور سارت بسرعة قياسية جدا، وهي سرعة غير ذات جدوى، ومبدأنا كان واضحا جدا: لا لتأسيس الحزب الوحيد في المغرب، وبالنظر إلى أن ذاكرة العدالة والتنمية قصيرة جدا، فهو يريد إعادة الخطأ نفسه بوسائل متشابهة جدا. «البام» استوعب الدرس جيدا، وبات يحترم الأحزاب الأخرى منصتا لاقتراحات الآخرين ومتفاعلا معها، ولابد من التأكيد أن الحزب كون كفاءاته، ومن حقه أن يصبح حزبا سياسيا. الفرق بين «البام» و»البيجيدي» أن الأول صاحب مشروع وطني، وقد نختلف معه في التفاصيل، بينما مشروع الثاني دولي قائم على الشيطنة، تأليب الناس وزرع التشكيك في المؤسسة الملكية. – أثير أخيرا نقاش حول تقنين الكيف وإنهاء معاناة المزارعين، ويبدو من هذا النقاش أنه اتخذ منحى سياسيا وانتخابيا.. إذا كان ابن كيران حقا ومعه كل أفراد حزبه يتوفرون على الشجاعة، عليهم أن يخرجوا الأبرياء من السجون وأن ينهوا معاناة الآلاف من المتابعين بدون وجه حق ويقترحوا بديلا عن هذه الزراعة. آنذاك سنصفق لهم وندافع عن اختياراهم. لا أفهم كيف يكذب ابن كيران دون أن يحكم ضميره. في البداية قال لرئيس الفريق الاستقلالي السيد نور الدين مضيان، بعد أن قدم مقترح العفو، ما عليك إلا أن تطرح الملف»ونتا ليفاهم»، وسأدافع عن الموضوع، لنتفاجأ أنه غير لغته تماما داخل قبة البرلمان مدافعا عن لوبي يريد قتل المزارع الصغير. – من هو هذا اللوبي؟ هو لوبي تجارة المخدرات والكوكايين الذي ليس من مصلحته أن تقنن زراعة الكيف لأنه سيفقد المليارات، ورئيس حكومتنا مع كامل الأسف دافع عن هذا اللوبي بشراسة ضدا على فلاحين بسطاء وتحدث بلسانه. لقد أثبتت الدراسات أن عشبة الكيف صالحة في الكثير من المجالات ويمكن الاستفادة منها. الغريب أن الاتحاد الأوربي يستفيد من هذه الزراعة أما ابن كيران فيريد قتل الفلاحين.