شن إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، هجوما عنيفا على عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وعلى حزبه العدالة والتنمية. ووجه العماري، الذي كان يتحدث أمام برلمانيي حزبه ومنسقيه الجهويين، مساء أول أمس الثلاثاء، بالرباط، اتهامات ثقيلة إلى حزب العدالة والتنمية تضمنت استفادة قياديين في الأمانة العامة وأعضاء من البرلمان من بقع أرضية منحت لهم من طرف وزارة الداخلية بحي الرياضبالرباط، مؤكدا في هذا الصدد: «هناك أعضاء من حزب العدالة والتنمية كانوا في تجربة تسيير مدينة الرباط، استفادوا من بقع أرضية في حي الرياض بالعاصمة الإدارية منحتها إياهم وزارة الداخلية». وواصل العماري هجومه الحاد على البيجدي قائلا: «الذين يتحدثون عن محاربة الفساد وأن ذمتهم بيضاء وكأنهم ملائكة، حصلوا على بقع أرضية وهم متواجدون داخل الأمانة العامة وفي البرلمان، وسيحين الوقت لننشر الوثائق الكاملة التي تثبت ما نقول». وخاطب العماري رئيس الحكومة قائلا: «يجب على البيجيدي أن يجيب على السؤال التالي: مادام يريد إلغاء الأحزاب السياسية ويصفها جميعا بأنها غارقة في الفساد، فمع من يريد أن يتخاصم؟ إذا كان يريد مواجهة جهة بعينها، عليه أن يعلنها صراحة»، موضحا في السياق نفسه: «خلال أربع سنوات من تدبير الشأن العام وتواجده بالبرلمان، اعتقدنا أن «ولد بنكيران» قد أصبح رجل حوار واختلاف، وأنه قادر على بناء دقيقة واحدة من التحليل عوض عام كامل من السباب، لكن للأسف أثبت عكس ذلك، بيد أن المثير للسخرية أن «ولد بنكيران» اعتبر صمتنا عن الخوض في الترهات نوعا من الخوف والجبن والتراجع إلى الوراء»، مضيفا «أنت واهم يا ولد بنكيران». وبنفس نبرة الهجوم، أضاف العماري: «بنكيران لا يواجه فقط أحزاب المعارضة، بل حتى الأحزاب التي تشكل معه الأغلبية الحكومية هاجمها ووصفها بالأحزاب الفاسدة، ولذلك من الواضح أن الذي يبتغي القضاء على الأحزاب، سيبحث مع من سيحكم، إذن فعينه ترنو إلى مواجهة المؤسسات»، مؤكدا في المنحى ذاته «إني أقولها دائما، لكن رئيس الحكومة لم يستوعب مضمون ما قلته: الجمع بين حلاوة السلطة وشرف المعارضة غير ممكن»، قائلا في الصدد نفسه: «الشيء الذي يثير الضحك كثيرا في كلام بنكيران هو حينما يعجز عن مواجهة حزبنا يصفنا بحزب الفساد السياسي، وبأننا نتحكم في المشهد السياسي برمته، فليقل لنا بنكيران من كان يسير الرباط والبيضاء وطنجة ومراكش، أليس حزبه من تحالف مع الفساد؟». ولم يسلم وزير الداخلية من هجوم رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات داخل «البام»، حيث وصفه بأنه «أصبح بمثابة عبد الله بها جديد داخل حكومة بنكيران، قائلا في هذا المضمار: «وزير الداخلية صار مع توالي الأيام والمواقف المنخرط رقم 2 في حزب العدالة والتنمية، وإلا كيف نفهم أنه ظل يتفرج في تصريحات بنكيران داخل البرلمان دون أن يقوم بأي شيء». وتحدى العماري، في سياق آخر، أن يكشف بنكيران للمغاربة عن ثروته الحقيقية «فأنا دخلت إلى الهاكا وخرجت منها وصرحت بجميع ممتلكاتي، أنا مستعد أنا أمنح كل ممتلكاتي وممتلكات عائلتي لبنكيران، شريطة أن تمنح ما تملكه زوجته لجمعية خيرية واحدة». وحول الاتهامات التي وجهها إليه بنكيران بشأن تأسيس مطبعة ب12 مليار سنتيم، قال العماري: «غاية رئيس الحكومة الأولى هي أن يذكي جذوة الفتنة النائمة ويدخل المغرب في حرب أهلية، لا أريد منكم إلا شيئا واحدا: اقرؤوا تاريخهم ومواقفهم وستفهمون ما قلته بشكل جيد، وهو فوق ذلك يكذب على الشعب وعلى المستثمرين ويسيء إلى صورة المغرب. يتهمني أني أريد إنشاء مطبعة ب12 مليار سنتيم، رغم أنه يتوفر على كامل السلطات ليعرف من خلال السجل التجاري والمراكز الجهوية للاستثمار حجم المشروع ومن يموله وماذا نريد منه، لكن لم يخبرنا بنكيران يوما أنه يمتلك مطبعة سرية كانت تشتغل في إحدى الأيام خارج القانون». وتحدى العماري أن يسير رئيس الحكومة لوحده في الشارع دون الاستعانة بحراس شخصيين، «ُتراه يخاف من الشعب الذي قدم له وعودا لم ينفذ منها شيئا، أم من خلية إرهابية تابعة لداعش تريد رأسه، ينبغي أن يخبرنا الحقيقة، وأريد أن أخبره أنني لدي القدرة على أن أمشي في الأسواق وأتسوق من الأحياء الشعبية دون أدنى مركب خوف من الشعب». وتابع العماري هجومه بلغة حادة «أقولها لكم اليوم بكل صراحة: عليكم أن تتجندوا لحماية بلدكم لأن هاد الناس لا يشتغلون لوحدهم، لقد تحالفوا مع الحزب السري في سنة 1997، ولا أعتقد أنهم ابتعدوا كثيرا عن هذا الحزب، ولاشك أن أبناءه موجودون داخل هياكله. لا أفهم كيف أن بنكيران يريد الإجهاز على الأحزاب هكذا بمحض إرادته. قل لنا مع من تشتغل ولصالح من؟». ولم يتوقف العماري عند هذا الحد، بل أكد أن ما قاله عن بنكيران وحزبه ليس سوى حلقة أولى من مسلسل طويل، «وفي المرة المقبلة سأشرح لكم بدقة ما الذي يقصده بنكيران بالدولة العميقة ومع من تشتغل هذه الدولة وما هي أدوارها ومع من تتحاور وتتفق».