قبل أن ينسى سكان طنجة عملية إعدام 11 شجرة يبلغ عمرها أكثر من 100 سنة بشارع المولى رشيد بطنجة لإعادة تهيئته سنة 2013، شرعت سلطات المدينة في عملية أكثر قسوة بغابة الرميلات، حيث قامت باجتثاث المئات من الأشجار المعمرة لشق طريق داخل هذا الفضاء الغابوي. وخلف هذا الأمر استهجانا كبيرا لدى سكان المدينة، خاصة بعد تداول صور الأشجار المعمرة المجتثة، إذ اعتبر كثيرون هذا الأمر بداية لنهاية الفضاء الغابوي للرميلات، ودعا آخرون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى الوقوف بصرامة في وجه السلطات على غرار ما حدث مع غابة السلوقية. ومن جانبه، أصدر مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة بيانا قال فيه إنه يتابع بكثير من الاستياء الإصرار على الاستمرار في أشغال شق طريق معبد على امتداد كيلومترات عدة وبعرض يتعدى العشرة أمتار على مستوى الغابة المؤدية إلى "دانبو" بالرميلات، وما يواكب ذلك من اجتثاث للمئات من الأشجار المعمرة وتدمير للغطاء الغابوي وتهديد للتوازن الإيكولوجي بالمنطقة. وأورد المرصد أن هذا "العدوان المتعمد" يتزامن مع توالي حوادث حرائق خطيرة ومتكررة مشكوك في أسباب اشتعالها، مست أجزاء متفرقة من الغطاء الغابوي بالمدينة، كان آخرها الحريق الذي أتى يوم الأربعاء المنصرم على حوالي 4 هكتارات من الغابة بمنطقة مديونة، لتتجدد معها الهواجس بخصوص مصير غابات المدينة في ظل تكالب حوادث الحرق والقطع المحدقة بما تبقى من غابات المدينة. واستهجن المرصد ما وصفه ب"التغييب التام والممنهج للمعلومة"، في ظل عدم وجود أي تشوير يُعرف بالأشغال القائمة كما ينص عليه القانون، وعدم تجاوب السلطات المعنية، من مصالح ولائية وجماعية ومصلحة المياه والغابات مع المراسلات السابقة للمرصد المتعلقة بالموضوع. وطرح المرصد المهتم بالغابات علامات استفهام حول السرعة التي تعرفها الأشغال وتوقيتها المتزامن مع شهر رمضان المبارك والعطل السنوية وانشغالات معظم الفاعلين بالاستحقاقات المرتقبة، معتبرا أن هذا الأمر يطرح أسئلة مقلقة عن النوايا الحقيقية للقائمين على هذا الورش ومداه النهائي. ونبه البيان إلى أن الطريق المعد حاليا يحاذي منطقة السلوقية التي كانت محط أطماع وحوش العقار وسماسرتهم في وقت سابق "والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من الاجتثاث لولا انتفاضة القوى الحية بالمدينة ضد ما كان يحاك ضدها"، حسب لغة البيان. ودعا المرصد المهتمين بالشأن البيئي والفعاليات الجمعوية والسياسية والإعلامية، وكذا عموم ساكنة طنجة إلى "التعبئة" من أجل الدفاع عن الغابة و"الرد على هذا العدوان الخطير"، مطالبا الولاية والجماعة الحضرية والمندوبية السامية للمياه والغابات بتحمل مسؤولياتهم في هذا الصدد