"نايضة فالدوار".. كلف القناة الثانية 990 مليون سنتيم.. كبسولة "نجمة وقمر" كلفتها 180 مليون سنتيم.. "مقطوع من شجرة" .. بلغت كلفته مليار و50 مليون سنتيم.. "حبال الريح".. كلف الدوزيم 645 مليون سنتيم.. قبل أن تتخلى دوزيم في آخر لحظة عن برنامج الكاميرا الخفية "جار ومجرور" الذي كان سيكلفها 275 مليون سنتيم.. واللي عندو مع الكالكيل يجمع لينا لحساب.. دوزيم صرفت أموالا طائلة على برامج رمضان.. تكلفت وتسلفت باش تفرجنا.. وهي التي ظلت دائما تشتكي من أزمتها المادية، وعجزت في الكثير من المرات عن أداء فاتورة الكهرباء.. وعن أداء أجور العاملين بها.. وتدفع اليوم بسخاء من أجل "نايضة فالدوار" التي يحلو للممثلين المشاركين فيها أن "ينوضو القوق" للمشاهدين بمشاهد عنف وصراخ فقط ذلك.. و لا أعرف حقيقة لماذا تكرر تلفزتنا أخطاء سنة مضت؟ فهل نحن فعلا في حاجة كل رمضان لأعمال أقول تجاوزا إنها كوميدية لكي نضحك؟ لقد كان كرم تلفزتنا حاتميا مع الفنانين المغاربة خلال هذا الشهر الفضيل.. إذ أنفقت القناة الأولى ملايين السنتيمات على برامجها الرمضانية، ولكنها هذه المرة لم تسقط في فخ الضحك الباسل.. وكسبت رهان المتابعة بسلسلة "وعدي" الذي استحسنه جمهور عريض.. في وقت كانت فيه الدوزيم أكثر سخاء، أنفقت أموالا كثيرة على برامج الضحك على الذقون.. واخا راه المواطن هاجرو مع هاد البرامج الحامضة.. المهم أن التلفزيون المغربي فضل أن يسد شهية الصائم المغربي بكوكتيل منوع من الأعمال الرمضانية الباسلة، أراد أن يحمله إلى عالم الضحك من خلال برامج فكاهية كتجيب الفقصة.. وتسلبنا الابتسامة في قالب فكاهي متكرر.. ولم تمنع الانتقادات الشديدة من إعادة نفس تجربة سنوات مضت.. لقد عزف بعض فنانينا على أوتار ممزقة، وأساء بعضهم إلى مسار فني طويل.. تعددت معها الانتقادات اللاذعة لأعمال رمضانية مرتجلة، لم يراع فيها أصحابها خصوصيات العمل الفكاهي الهادف الذي يبتعد عن الميوعة والابتذال، ففي الفايسبوك، كانت جمل النقد أكثر من أن تعد، منحوا الأعمال درجة فاشل جدا، وبرغم ذلك تصر تلفزتنا الموقرة على وضع ميزانية كبيرة وصلت إلى الملايير باش تطلع لينا السكر.. ولست أدري كيف تم السماح بإدراج برامج أقل ما يقال عنها إنها رديئة.. ولم يقتصر أمر الانتقاد على المشاهدين فقط.. فحتى الفنانين احتجوا بدورهم على هذه الأعمال الرمضانية الفاشلة.. واعتبرها بعضهم برامج تافهة كتهجرو للمشاهدين.. ولا أعرف حقيقة لماذا نعتمد على برامج فكاهية مافيهاش حس الضحك، في وقت تتنافس فيه دول أخرى على إنتاج أعمال درامية، وكأننا بلد اختص في إنجاب المهرجين الذين يفضلون الضحك على الذقون.. فلماذا تفضل تلفزتنا كل رمضان أن تتعامل مع نفس الوجوه ونفس شركات الإنتاج؟ فقد أصبح بعض الممثلين ساكنين في التلفزة، كيمثلو فكلشي وكيعرفو لكلشي، والأهم من ذلك أنهم يعرفون كيف يبحثون عن الكاشي.. ولم تعد أعمالهم تضحك أحدا.. وقدر المشاهد المغربي أن يأخذ حقه من "الفقصة" السنوية.. في وقت يفضل فيه البعض التنقل عبر تلفزات العالم حيث الفرجة متعة، ويعود ليرثي واقعا فنيا مريضا يحتاج إلى تدخل سريع وإلى قسم إنعاش وجراحة.. وكل رمضان وفقصتنا مع التلفزيون لا تنتهي..