كما كانت «المساء» سباقة إلى الإشارة إلى ذلك كسب محمد بودريقة ولاية جديدة من أربع سنوات على رأس فريق الرجاء، وذلك بخلاف القرار الذي كان أعلنه قبل 20 يوما، من أنه لن يتراجع عن قرار الاستقالة من رئاسة الفريق. وكانت «المساء» أشارت إلى أن بودريقة سيعلن استقالته من الرجاء في الجمع العام العادي، لكنه سيجدد ترشيحة في الجمع الاستثنائي، حتى يمكنه الاستمرار رئيسا للفريق لأربع سنوات أخرى، على اعتبار أنه لم يتبق من ولايته الأولى سوى سنة واحدة، وهو ما تم فعلا في الجمع العام الذي بدأ عاديا ليلة الأربعاء، قبل أن يتحول إلى استثنائي صبيحة يوم الخميس، حيث انتخب رئيسا لولاية جديدة من أربع سنوات. وصوت المنخرطون بالأغلبية لصالح التقريرين الأدبي والمالي، مع اعتراض منخرط واحد وانسحاب منخرط آخر. وخلافا لكل التوقعات التي تنبأت بأن الجمع العام العادي لفريق الرجاء سيكون ساخنا ومثيرا بالنظر لحجم المشاكل التي أرخت بظلالها سلبا على نتائج الفريق. علما أن رجال الأمن حضروا بكثافة أمام الفندق تحسبا لأي وقفة احتجاجية قد ينفذها جمهور الفريق. خلافا لكل ذلك غابت الحماسة والحدة في النقاش عن جمع الرجاء، الذي عرف حضور 52 منخرط من أصل 67، بل أكثر من ذلك كان الجميع ينتظر أن يكون محمد بودريقة صادقا مع نفسه، بأن ينسحب من التسيير كما سبق أن تعهد بذلك، لكن ذلك لم يقع. وأقر بودريقة في الكلمة التي افتتح بها الجمع العام أن نتائج الفريق كانت كارثية، وبرر انفصال الفريق عن البنزرتي وبنشيخة. وتلا أحمد بونانة الكاتب العام للرجاء مضامين التقرير الأدبي. وقال «إذا كانت النتائج قد خاصمت الفريق الأول فإنها بالمقابل كانت بالنسبة لبقية الفئات العمرية إيجابية». وسجل التقرير المالي الذي تلاه أمين المال يوسف أمير أمين الاختلالات التي اكتنفته ومن جملتها المديونية التي بلغ حجمها 24 مليون درهم، فضلا عن الإقرار بوجود صعوبات في توفير سيولة مالية قادرة على تمكين الفريق من الوفاء بتعهداته المالية،كما أن التعاقدات قد ساهمت بشكل كبير في التأثير سلبا على خزينة الفريق الشيء الذي اعترف به محمد بودري، رغم أنه حاول التقليل من حجم وتداعيات الصعوبات المالية التي يتخبط فيها فريق الرجاء البيضاوي. بعد ذلك تم توجيه العديد من الانتقادات والمؤاخذات من قبل المنخرطين سواء لمضامين التقريرين الأدبي والمالي أو للرئيس محمد بودريقة الذي غيب عنصر التواصل مع المنخرطين طيلة ولايته السابقة بحسب ما جاء في تدخلاتهم ما أدى للعزوف عن الانخراط كما وصف بعض المنخرطين الانتدابات التي أقدم عليها الفريق بالعشوائية في ظل التعاقد مع لاعبين عجزوا عن تقديم الإضافة النوعية،بل أكثر من ذلك ساد الانفلات وعدم الانضباط وسط اللاعبين ما يفسر تراجع النتائج،كما وجه المنخرطون سهام الانتقاد للمكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي على خلفية ما أسموه بالاستغناء الممنهج عن المدربين خلال فترات زمنية متقاربة. بعد ذلك اكتملت فصول «المسرحية» بالانتقال للتصويت على التقريرين الأدبي والمالي حيث تم قبولهما ب «التصفيق» باستثناء معارضة منخرط واحد اضطر للانسحاب، وبعدما تحول الجمع العام من جمع عام عادي إلى استثنائي غادر محمد بودريقة وأعضاء مكتبه المنصة ليفتح باب الترشيح للرئاسة حيث كان الأخير مرشحا وحيدا وبالتالي تم انتخابه رئيسا لفريق الرجاء البيضاوي لولاية ثانية مدتها أربع سنوات ومنحت إليه صلاحية اختيار أعضاء المكتب المسير.