سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مارسيل خليفة.. فنان توج عشقه للمغرب بتأسيس معهد للموسيقى بطنجة الفنان الذي قال للمغاربة: «يا أهلي في المغرب أضمكم إلى صدري وأهزج باسمكم. إنني شبيه بالطفل الكبير الذي ينادي أمه مائة مرة»
قرر الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة، خلال الشهور الماضية، الاستقرار بمدينة طنجة، حيث سيشتغل مدرسا بالمعهد الموسيقي الكائن بنفس المدينة التي استهوته بعد غربته في باريس. يذكر أن المعهد الذي اختار تشييده في طنجة يحمل اسم «مارسيل خليفة للموسيقى والفن»، وقد تم ذلك بتعاون مع شركاء مغاربة والسلطات المحلية في مدينة طنجة. ويعتزم مارسيل استقطاب مجموعة من القامات الفنية من المغرب والعالم العربي إلى المعهد، بغاية تأطير الطلبة وإدارة مشاريع البحوث حول التراث الموسيقي المغربي. وعن هذا المشروع، صرح مارسيل في حديث صحفي سابق له: «أتيت إلى المغرب كي أتعلم، فالتراث المغربي غني، وأحب أن أستفيد منه، من التراث الأندلسي إلى التراث الإفريقي، إلى التراث العربي، إلى التراث الأمازيغي». وفضلا عن مهام الإشراف على المؤسسة، سينضم مارسيل إلى هيئة التدريس بالمعهد. كما سيسعى إلى اكتشاف مواهب فنية صاعدة، وتشجيعها على الإقبال على الغناء ودراسة أنماط الموسيقى العربية، فضلا عن توثيق الموسيقى المغربية. وبذات المناسبة كان مارسيل قد بعث برسالة مؤثرة إلى «أهل المغرب» قائلا: «لقد لثمت أرضكم بعيني وجسمي كله، ودخلت بطيات قلوبكم التي لا حصر لها. وسفحت فوق دروبكم شتى الأغنيات وأعترف لكم بأنني أعبد نور السماء الكامن في نفوسكم. ينبغي أن يكون هناك تفسير لهذا الحب، تراني أستطيع أن أعلم، لم أخذتني تلك الطفلة بين ذراعيها؟ ما هي تلك الموسيقى التي تهدهدكم بإيقاعها؟ فإن هذا النغم هو نفسه الذي أنشدته في أمكنة مختلفة». وأضاف: «ولكن عندكم أضحى النغم خالدا، في بريق لحظة خاطفة أنسى مشقة الطريق وظمأ المسافة وحين أصل إليكم أهفو إلى أصواتكم الصادحة، أهفو إلى لمساتكم. إن في قلبي لحنا، إنه يحمل عبء المقام الذي لم يمنحه إلا حضوركم الشجي. أتمسك بأياديكم وأملؤها وأحفظها، أشعر بلمستها في الامتداد المتصل بين مقاعد الصالة». وأنهى مارسيل رسالته: «أيها المغرب الجميل، البسيط أستمسك بحبك الذي لا يعرف الحدود، حب ندي نقي كمطرك الذي يبارك الأرض العطشى ويملأ الجرار، حب ينفذ إلى أغوار الوجود، حب يسربل القلب بالأمن. يا أهلي في المغرب أضمكم إلى صدري وأهزج باسمكم. إنني شبيه بالطفل الكبير الذي ينادي أمه مائة مرة، وهو سعيد بأن يتأتى له ترديد كلمة: أماه».