خيب فريق الرجاء البيضاوي الرجاء، خرج من تحت باب منافسات كأس شمال إفريقيا مكسور الوجدان، بعد أن انهزم أمام وفاق سطيف بهدفين لصفر، في مباراة كشفت عن الفارق بيننا وبين الجزائريين، وعرت عن اختلالات عديدة في تركيبة الرجاء الذي حمد الله وشكره لأن الهزيمة لم تتجاوز هدفين. قبل أن نبتلع خسارة الرجاء في سطيف ونبللها بريق الأمل، جاءنا خبر إقصاء فريق الجيش الملكي من مشوار كأس شمال إفريقيا للفرق الفائزة بالكؤوس أمام أهلي بنغازي، في مباراة بلا جمهور ولا تلفزيون، وكأن القدر أراد إعفاء المغاربة من مضاعفات الخسارة العسكرية. غادر الرجاء البيضاوي والجيش الملكي المنافسات المغاربية من أول دور، وعادا إلى قواعدهما فرحين لأن فاتورة الخسارة لم تكن ثقيلة، ولأن «الهزيمة ليست نهاية العالم»، مادمنا في الخسارة سواء، بعد أن مني المنتخب المحترف بهزائم مستفزة، وشرب منتخب بطبعة محلية من نفس كأس العلقم أمام الكاميرون. بكل صدق، نحن استأنسنا بالهزائم ولم نعد نغضب لمجرد خسارة في ميدان الكرة، بل إن جمهورنا ومن توالي نكباتنا في المحافل العربية والقارية والمغاربية، أصبح مهادنا في المدرجات وكأنه يتابع مباراة لا تعنيه، وحين تضيع فرصة سانحة للتسجيل ينتفض من مكانه ليلوح بيديه محتجا فيصاب بتمزق عضلي. لازالت أمامنا فرصة أخرى للغضب، وليس للاستدراك، فالدفاع الجديدي والرجاء والجيش تنتظرهم معارك إفريقية، وأخشى أن نخرج من أول المشوار ونغادر المنافسات أمام فرق لافرق بينها وبين فرق الأحياء إلا في لون البشرة. ما العمل إذن، أمام هذه النكبات والاستعصاءات؟، لماذا لا نبحث عن مخرج من هذه الضائقة ولو بتصديق حكايات الدجالين التي قالت إن الكرة المغربية تعاني من «ديار» بفعل فاعل أو «ثقاف» من فعل مفعول به. سأدلكم على حل، وسأحيلكم على مدرب يقطن في الدارالبيضاء ويدرب فريقا ببرشيد، هذا المدرب السينغالي هو الذي ارتبط في الموسم الماضي بفريق اتحاد طنجة، وكاد أن يقوده إلى القسم الأول، لولا إبطال مفعول السحر في ملعب البشير بالمحمدية، لحظات قبل انطلاقة مباراة هامة ضد الاتحاد المحلي، حيث منع المدرب من صب سائل لزج في نقط محددة من الملعب، وتمكن الفريق المحلي من استحضار مادة مضادة أبطلت مفعول «كري كري». هذا المدرب تسلم فريق يوسفية برشيد قبل ثلاثة أسابيع، ووعد كالعرافة بتغيير حاله المائل، شريطة توفير المستحضرات التي يتطلبها الدجل، لم يصدق أحد أن يفك المدرب عقم هجوم الفريق في أسبوعين، فقد فاز يوسفية برشيد على شباب الحسيمة المحتل للصف الأول بثلاثة أهداف لصفر، وفي الأسبوع الموالي رحل إلى وجدة وعطل همة المولودية وانتصر بنفس الحصة أمام استغراب هواة لعبة الرهان الرياضي. أمام توالي النكبات ليس أمامنا إلا أن نصدق كل الوصفات القادرة على طرد «لعكس» الذي علق بكرتنا فغدت تدور علينا بدل أن تدور حول نفسها، لقد كذبوا علينا حين أوهمونا بأن الضربة التي لا تقتل تقوي، فاعتقدنا أننا سنكون الأقوى من شدة الجلد.