كان التجمع الخطابي الذي عقده فؤاد عالي الهمة مع ساكنة سيدي بوعثمان، قرب مدينة بن جرير، مختلفا عن بقية التجمعات السياسية من حيث أثاثه، فمؤسس الحزب الجديد كان مؤازرا وهو يجوب الدواوير والأحياء الهامشية بتشكيلة من نجوم الرياضة كالكروج وبودربالة وبصير وعوام وغيرها من الأسماء التي ظلت بعيدة عن هم السياسة. لم يكتف الكروج بدعم الهمة والترويج للتنظيم السياسي الذي كان في طور الولادة، بل قال للصحافيين، إنه فضل المجيء إلى بن جرير عوض أوساكا اليابانية، التي كانت تحتضن حينها بطولة العالم لألعاب القوى، لتحميس الشباب على المشاركة السياسية: «أنا لم أذهب اليوم إلى أوساكا لتمثيل المغرب في البطولة العالمية ولكن جئت هنا لكي أمنح للناس ثقة في المستقبل والانخراط في مسلسل التنمية الذي بدأه المغرب». واستعمل البطل الأولمبي كلمة «الكرامة والمواطنة» في أكثر من مرة وفي أكثر من سياق، وهو الشعار الذي كان يتخذه الهمة لحملته الانتخابية جنبا إلى جنب مع «التراكتور» كرمز انتخابي. من جانبه لم يخف محمد مجيد، الرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية، مساندته الكاملة للهمة حين قال في تجمع انتخابي سابق «الرأسمال البشري هو أهم رأسمال يمكن أن يعول عليه، وهو ركيزة كل تنمية وكل تطور ، وأنا متأكد من أن المنتخبين (بكسر الخاء) عندما سيذهبون إلى صناديق الاقتراع سيقولون «يموت الهم...يحيى الهمة». وشدت شخصيات رياضية عديدة الرحال إلى الرحامنة لمؤازرة الهمة، أبرزها بودربالة وبصير والحداوي وناضر. وكانت شخصيات رياضية وسياسية وجامعية قد حضرت أيضا إلى بن جرير للتعبير عن مساندتها للهمة، منهم بصير وبودربالة ومصطفى الحداوي وحسن ناضر، وهؤلاء لم يترددوا في دعم الشخص وليس الحزب. لكن خلال المؤتمر التأسيسي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي احتضنه المركز الشبابي لبوزنيقة، تعايشت الرياضة مع السياسة من جديد، وأصر الهمة على ضم مجموعة من الرياضيين إلى المجلس التنفيذي للحزب، من بينهم اللاعب الدولي السابق عزيز بودربالة والعداءة فاطمة عوام، ومنصر الرئيس السابق للرشاد البرنوصي لكرة القدم، بينما اكتفى عبد المجيد ظلمي وعبد المجيد اسحيتة بتأثيث فضاء الجمع التأسيسي. لم يتوقف استقطاب الوجوه الرياضية من طرف الأصالة والمعاصرة على الحملات الدعائية، بل امتد إلى معركة الانتخابات، حيث تمكن الحزب من ترشيح عشرات الأسماء الرياضية ومنها من نال مناصب سياسية قيادية، ومنها من خسر المباراة لضعف التركيز أو قلة التحضير.