رغم أن خطاب الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، أول أمس الثلاثاء، أمام سكان مقاطعة بني مكادة، أكبر المقاطعات الانتخابية بطنجة، لم يبتعد في منحاه العام عن لهجة التحدي المعتادة والهجوم على الحكومة ورئيسها عبد الإله بنكيران، فقد حمل أيضا دعوات جديدة، كانت أبرزها مطالبة عمدة طنجة، فؤاد العماري، بتحدي الوالي محمد اليعقوبي «الذي عين باقتراح من رئيس الحكومة». وخلال تطرقه للصراع القائم بين عمدة طنجة والوالي، والذي برز بشكل كبير عقب الشروع الفعلي في إنجاز مشاريع برنامج «طنجة الكبرى»، دعا شباط العماري إلى التصدي لمحاولات الوالي «التدخل في اختصاصاته». وبلغة التحدي ردد شباط أنه لو كان مكان العماري لما سمح للوالي بذلك، إذ قال: «غير بيا ولا بيه». واتهم شباط رئيس الحكومة بالوقوف وراء محاولات الولاة والعمال «السيطرة» على اختصاصات رؤساء الجماعات المحلية، لكونه هو الذي يقترحهم، مضيفا أن رجال السلطة المعينين لا يُسمح لهم بالاقتراب من اختصاصات المنتخبين. من جهة أخرى، استغل شباط وجوده في طنجة لإطلاق أعيرته النارية تجاه محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل حاليا، ووكيل لائحة حزب العدالة والتنمية بطنجة في الاستحقاقات البرلمانية ل2011، حيث استنكر ما اعتبره «تجاهلا» للناس الذين أعطوه أصواتهم، واصفا إياه ب»الناكر للجميل». ودعا شباط إلى وضع اسم بوليف في برنامج «مختفون»، في إشارة إلى ظهوره القليل، مصنفا إياه ضمن «محبي الكراسي»، قبل أن يضيف بأن وزراء حزب العدالة والتنمية «يتاجرون بالدين للوصول إلى المناصب»، معتبرا ذلك من الأسباب الرئيسية لمغادرة حزبه السفينة الحكومية. واستمرارا في هجومه على الحكومة، قال شباط إن هذه الأخيرة سجلت في ظرف 3 سنوات «121 فضيحة»، من بينها العلاقة العاطفية بين الوزيرين السابقين الحبيب الشوباني وسمية بن خلدون، وآخرها حادثة غرق الأطفال بشاطئ واد الشراط قرب الصخيرات، قبل أن يعود إلى ما يعرف بفضيحة «الكراطة» أو غرق ملعب الرباط خلال موندياليتو 2014. ولم يفوت شباط الفرصة دون التذكير بعرض حفل المغنية الأمريكية جينفير لوبيز على القناة الثانية، حيث اتهم «دوزيم» ببث «الفسق»، واصفا إياها بأنها تنتهك هوية وقيم الشعب المغربي المنصوص عليها دستوريا، واصفا الحفل بأنه «مصيبة اقتحمت عليه بيته ومست أسرته». يشار إلى أن زيارة شباط لطنجة تأتي في إطار الحملة الانتخابية، التي يهدف من خلالها إلى إدخال حزبه ضمن الأحزاب المشكلة للتحالف المسير لمدينتي طنجة وتطوان. وقد حضر اللقاء كل من الشقيقين عبد السلام وعبد الرحمان الأربعين، الباحثين عن عمدية طنجة، وكذا أشرف أبرون الذي يظهره حزب الميزان كوجه قيادي جديد بتطوان.