أكدت مصادر متطابقة ل«المساء» اختفاء عدد من أدوية الأمراض المزمنة من صيدليات المملكة، في سابقة من نوعها، مما جعل مصابين بأمراض مزمنة يجوبون لأكثر من أسبوع العشرات من الصيدليات دون أن يجدوا الأدوية المطلوبة. وقالت المصادر نفسها إن الأدوية التي اختفت من الصيدليات أغلبها يعتبر من المهدئات فائقة الفعالية، والتي أصبح يستغلها تجار «القرقوبي» لإعادة بيعها بعد الحصول عليها بوصفات طبية مزورة أو بطرقهم الخاصة. ولم يقتصر الأمر على الأدوية المهدئة، بل شمل كذلك، حسب مصادر «المساء»، انقطاع أدوية خاصة بمرض مزمن في الأمعاء، إضافة إلى أدوية خاصة بمرضى القصور الكلوي، مما اضطر بعضهم إلى طلبها من دول أوربية كفرنسا وإيطاليا. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع أن لوبيات معروفة بالاتجار في الأدوية، من بينها بعض المختبرات، صرفت النظر عن توزيع عدد من الأدوية بدعوى أنها لم تعد تحقق لها الربح، بعد أن شملها قرار وزارة الصحة، الذي قضى بتخفيض أسعار حوالي مائة دواء. واختفى من الصيدليات دواء مسكن للأمراض المزمنة لا يتجاوز ثمنه 40 درهما، إذ تبين أن مشتبها بهم في الاتجار في المخدرات انتبهوا إليه وأصبحوا يترددون على الصيدليات للحصول عليه قصد بيعه بالتقسيط للمستهلكين، إذ يجري بيع الحبة الواحدة منه ب60 درهما. وواجه مرضى مصابون بأمراض مزمنة صعوبات كبيرة في الحصول على أدويتهم التي اعتادوا تناولها بشكل يومي، مما جعلهم يستعينون بأسرهم في مدن نائية قصد الحصول على الأدوية التي اختفت من الصيدليات، نظرا لأن بعض الموزعين، أكدوا لأصحاب صيدليات بأن الأدوية التي اختفت من الأسواق لم تعد ضمن قائمة الأدوية التي يوزعونها، بسبب ضعف هامش الربح فيها. وقال مصدر «المساء» إن دواء معروفا باسم «بونتازا لافمون» خاصا بالمصابين بأمراض مزمنة في الأمعاء قد اختفى بدوره من الأسواق. وحسب المصدر نفسه، فإن سبب اختفاء الدواء هو تخفيض ثمنه من 800 إلى 250 درهما، وهو ما جعل هامش الربح قليلا لدى كل من مختبرات تصنيع الأدوية والموزعين وحتى الصيدليات.