كشف علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن مخططه المستقبلي القاضي بإحداث طفرة نوعية في طريقة تدبير ملف كرة القدم المغربية، والسبل الكفيلة بإخراجها من دوامة الهواية إلى آفاق الاحتراف. وقال الفهري، في أعقاب اللقاء التواصلي الذي جمعه بمعية أعضاء المكتب الجامعي مع رؤساء أندية الدرجتين الأولى والثانية، بقصر المؤتمرات الدولي بمدينة الصخيرات، والذي دام أكثر من 6 ساعات، أن الظرفية باتت تحتم الإسراع في تنفيذ خطة إعادة هيكلة الكرة المغربية على أسس سليمة، تجنب الجماهير المغربية الهزات العنيفة التي تعصف بهم بين الحين والآخر عند كل إخفاق أو إقصاء أو هزيمة. وشدد الفهري على أهمية تشخيص واقع الكرة المغربية حتى يكون الإقلاع مبنيا على أسس منهجية قابلة للتحقق، ومن ثمة تفادي استيراد حلول جاهزة قد لا تتلاءم وطبيعة الهوية المغربية. مشددا على أن المديرية التقنية تعتبر المدخل الأساس لإصلاح المنظومة الكروية على وجه العموم، سواء على مستوى المنتخبات المغربية أو على مستوى الهيكلة العامة للأندية، التي ستصبح مجبرة على اتباع نهج معين وفق دفتر تحملات سيحدد فعليا ملامح كرة القدم المغربي خلال المستقبل. وأبرز الفاسي أن المال وحده لا يمكن أن يصنع المعجزات، بل يحتاج لمن يحسن استثماره وتدبيره، مركزا على أهمية تكوين المكونين لضمان سير فعال لمشروع الهيكلة الجديد، مبرزا أن العنصر البشري سيضطلع بدور فعال في البرنامج الإصلاحي المقبل، وهذا كله جرى التنصيص عليه ضمن الاستراتيجية الجديدة للجامعة. شاكرا بالمناسبة رؤساء وممثلي الأندية الوطنية على تلبيتهم الدعوة، واستعدادهم اللامشروط في الانخراط في كافة الجهود الرامية إلى الرقي بالمنتوج الكروي المغربي حتى يصبح قادرا على جذب أنظار المستثمرين وشركات الإشهار الوطنية والدولية، معتبرا إياهم عصب كل إقلاع كروي، لكونهم يمثلون القاعدة التي تبنى عليها كل المشاريع المستقبلية. وسعى الفهري إلى أن يجعل من هذا الاجتماع فرصة لتقديم شبه تقييم لحصيلة ستة أشهر من عمر الجامعة، حيث ذكر بكل القرارات والخطوات التي اتخذت خلال هاته الفترة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، مبينا أن المكتب الحالي يشتغل على أكثر من واجهة، بما في ذلك الجوانب القانونية التي تحظى بالأولوية ، مادامت القوانين الجارية لا تساير الركب ولا تضاهي التطلعات التي تروم ولوج عالم الاحتراف، فضلا عن المناحي الأخرى الخاصة بتطبيق نظام احترافي وفق المواصفات المغربية في أفق سنة 2011، مذكرا بالدعم والمساندة المالية التي لقيتها الجامعة من طرف عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية والمالية، ما يفيد في المحصلة أن المكتب الحالي ليس أمامه سوى الاجتهاد والعمل وفق نهج فعال وسديد. رؤساء وممثلو الأندية الوطنية وصفوا هذا اللقاء بالفرصة الكبيرة لتوحيد الأفكار، ووضع تصور مشترك حول مستقبل الكرة المغربية، مشيدين بمبادرة دعوتهم لحضور هذا اللقاء، الذي يعد خطوة إيجابية وغير مسبوقة، باعتبار أنها أتاحت لهم الفرصة للاطلاع على المشاريع و الأوراش التي أطلقتها الجامعة لتأهيل كرة القدم، أو الأفكار المتعلقة بالإدارة التقنية الجديدة، حيث مكنهم ذلك من تقديم اقتراحات عملية نابعة من واقع الممارسة التي يعيشونها يوميا داخل أنديتهم. كما شدد المتدخلون على أن المعايير التي تكفل نجاح كل فكرة جديدة ترتبط بيسر تطبيقها وتحويلها إلى واقع عملي، وذلك في إشارة إلى بعض الأفكار التي لم تكن قابلة للتحقق وخلقت جدلا كبيرا بين الجامعات السابقة والأندية. في نهاية هذا اللقاء تعهد رئيس الجامعة بالانفتاح أكثر على الأندية والعصب في كل قرارات الإستراتيجية، وذلك لتفادي المصادمات وتجنب كل ما من شأنه أن يعرقل الإصلاحات الكروية المستقبلية.