في رصد لردود الأفعال التي خلفتها زيارة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني للمغرب على هامش منتدى «ميدايز» المنعقد في طنجة، والذي نظمه معهد «أماديوس» برئاسة نجل وزير الخارجية المغربي، إبراهيم الفاسي الفهري، اتصلت «المساء» بعدد من الشخصيات الفلسطينية الوازنة المقيمة في المغرب للتعليق على مشاركة ليفني في المنتدى، الذي حضره ممثل ديوان الرئاسة الفلسطيني رفيق الحسيني. وفي الوقت الذي رفض الجانب الرسمي الفلسطيني في المغرب التعليق على الزيارة التي أثارت موجة من الغضب الشعبي والإعلامي في المغرب، عبر طلبة فلسطينيون في المغرب عن استيائهم وغضبهم من الزيارة، بل والمشاركة الفلسطينية في المنتدى. كما أدانت فعاليات حزبية ووطنية مغربية الزيارة، كان من أبرزها بيان الحزب الاشتراكي الموحد. الحزب أدان بشدة استقبال من وصفها ب»مجرمة الحرب الصهيونية تسيبي ليفني، المطلوبة للمحاكمة الدولية بمقتضى تقرير غولدستون، في مدينة طنجة من طرف معهد مشبوه». كما ندد الحزب ب«استقبال وزيرة الاستيطان الصهيوني (صوفا لاندفر) في مؤتمر متوسطي حول الإسكان بمراكش، وهي التي تشرف رسميا على ملف التطهير العرقي للفلسطينيين وطردهم من أرضهم ومساكنهم وتسريع الاستيطان وتغيير معالم القدسالمحتلة». وناشد الحزب خلال بيانه كل الهيئات والفعاليات المغربية للتصدي لهذه الموجة الجديدة من التطبيع التي تستهدف تحسين صورة مجرمي الحرب الصهاينة وفك الحصار عنهم، في الوقت الذي لم يعودوا فيه قادرين على زيارة العديد من بلدان العالم خوفا من اعتقالهم ومحاكمتهم. وفي اتصال ل«المساء» مع السفارة الفلسطينية في الرباط، رفضت السفارة على لسان، ميسون المزين، مسؤولة الإعلام والثقافة التعليق على الخبر بقولها «إن الزيارة تقع خارج اختصاصات السفارة، والسفارة بدورها ليس لديها أي تعليق على الموضوع». وفي اتصال آخر شخصي مع الدكتور أحمد صبح، سفير دولة فلسطين في المغرب، أكد السفير أن السفارة ليس لديها أي تعليق على الموضوع، وأضاف «أنه كان على «المساء» الاكتفاء بتصريح المسؤولة في السفارة وعدم طلب تصريح آخر من السفير شخصيا». واشتدت نبرته عبر الهاتف عندما قال: «إنه خطأ إعلامي طلب تصريحين من السفارة، فالسفارة لديها رأي واحد وهو عدم التعليق على الموضوع». وفي اتصال آخر بواصف منصور، المسؤول السابق بالسفارة الفلسطينية، اعتذر هذا الأخير عن التعليق على الزيارة لأنه لم يعد مصدرا مسؤولا وفضل استقاء تعليق على الموضوع من السفارة باعتبارها المصدر الرسمي الممثل للفلسطينيين بالمغرب. وتعذر أخذ تصاريح أخرى من مسؤولين فلسطينيين مقيمين بالمغرب بسبب رفضهم التعليق على الموضوع لظروف وصفوها بالخاصة. وفي سياق آخر، استقت «المساء» آراء بعض الطلبة الفلسطينيين بالمملكة، وعبر الطلبة الفلسطينيون عن استيائهم الشديد من زيارة ليفني للمغرب باعتبارها مجرمة حرب يجب محاكمتها لورود اسمها في تقرير غولدستون المدين لإسرائيل في ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة ومشاركتها عندما كانت في الحكومة بإحكام الحصار التجويعي على سكان القطاع. وذكر طالب فلسطيني يدرس بمدينة طنجة التي احتضنت المنتدى أن الطلبة الفلسطينيين عامة تقبلوا الخبر بغضب واستياء شديدين. وذكر الطالب المنحدر من مدينة غزة، والذي رفض ذكر اسمه، أن أكثر ما أثار استياءه في الزيارة «الصهيونية» لليفني هو «مصافحة مسؤول فلسطيني لها وأخذ صور بجانبها، رغم أن يديها ملطخة بدماء أهلنا وذوينا في غزة». طالب فلسطيني آخر يدرس في الرباط ذكر أن أكثر ما أثر فيه شخصيا وآلمه هو الموقف الفلسطيني من زيارة ليفني حيث لم يندد أحد منهم بالزيارة. وتساءل «ألم يكن رفيق الحسيني قادرا على تجنب ليفني وعدم السلام عليها، بل عدم المشاركة في المنتدى؟ إن أشد ما حز في نفسي وكثير من الفلسطينيين والمغاربة على السواء هو رؤية مسؤول فلسطيني، مفروض فيه أن يمثل شعبه، يصافح يد ليفني المغموسة بدماء إخواننا في غزة». عدا ذلك أكد جميع الفلسطينيين الذين استجوبتهم «المساء» استياءهم البالغ من زيارة ليفني وكذلك تثمينهم لمن وصفوهم الشرفاء والأحرار من المغاربة الذين عبروا عن رفضهم للزيارة، سواء على مستوى الاحتجاج الشعبي على الزيارة أو الدعوة الجدية إلى اعتقال ومحاكمة ليفني لارتكابها جرائم حرب.