أفاد مصدر مسؤول باللجنة الوطنية الأولمبية، المعهود إليها بالإشراف على عملية إعداد رياضيي النخبة لأهم الاستحقاقات المستقبلية وهي الألعاب الأولمبية 2012، أن مراجعة شبه جذرية يتم التحضير لها لمراجعة طريقة تنفيذ البرنامج الطموح. وعلمت «المساء» أن أجور المدربين وأبطال الفئات الأولى والثانية والثالثة ستجمد، مؤقتا، ريثما يتم ضبط انتقاء الرياضيين المستفيدين بعد مرحلة انتظار و تجربة دامت ستة أشهر منذ أن أعطى الملك محمد السادس تعليماته بضخ مبلغ 330 مليون درهم منتصف أبريل المنصرم. وتم تكليف الجنرال حسني بنسليمان، عشية استقالته من جامعة الكرة بالإشراف على هذه العملية بوصفه رئيسا للجنة الوطنية الأولمبية قبل أن يتم تشكيل لجنة ثلاثية ضمت أيضا أطرا عليا بوزارتي الشباب والرياضة والتربية الوطنية والتعليم العالي و تكوين الأطر. وبحسب مصدر «المساء»، فإن تناقضات وأخطاء متراكمة تم تسجيلها في تدبير برنامج الإعداد الأولمبي الذي يخص رياضات ألعاب القوى والملاكمة والتايكوندو والجيدو والسباحة وسباق الدراجات، إذ تم تسجيل غياب نية حقيقية من طرف أغلب الجامعات في التعاون الإيجابي مع اقتراحات اللجنة والمتمثلة في عجز أبطال هذه الرياضات عن تسجيل أية نتيجة كبيرة ومهمة في مختلف بطولات العالم التي نظمت في الستة أشهر الماضية، بل إن أبطالا لا يستفيدون من المنح حققوا نتائج مشرفة في دورات إقليمية و قارية و دولية. انتقادات اللجنة تهم الاختيارات البشرية للأبطال المصنفين في مختلف الفئات( أ) و(ب) و( ج)، حيث اتضح بأن هناك جامعات «تحل مشاكلها» مع رياضيين متوسطين يتجاوز سنهم 33 سنة مدرجين في تخصصات لم يسبق للمغرب أن تألق فيها (القفز بالزانة مثلا)، كما تم تسجيل غياب أي تجاوب من طرف الجامعات فيما يخص بند جلب خبراء أجانب و القيام بمعسكرات خارجية رغم أنها مدرجة ضمن الإمكانيات المتاحة لتوفير أفضل الظروف للإعداد على أمل انتزاع ميداليات أولمبية. عدم تجاوب الجامعات مع منحة جلب مدرب أجنبي و برمجة معسكرات خارجية جعل اللجنة لا تصرف المنحة المخصصة لستة أشهر المنصرمة، حيث اتضح لدى مسؤولي اللجنة بأن أغلب الجامعات تفضل صيغة «أعطونا الميزانية وسنعد البرنامج والمؤطرين المناسبين» وهو ما يتم رفضه شكلا وموضوعا باعتبار أنه قد تم اعتماد عملية ضبط ومراقبة مستمرتين لتقييم الأداء ومن ثم القيام بين الفينة والأخرى بمراجعة الاختيارات. لجنة متابعة وإعداد رياضيي النخبة استعدادا لأولمبياد 2012 طلبت وضع لوائح جديدة تهم رياضيي الفئة –أ- والتي ينبغي أن تضم الرياضيين الذين هم مصنفون ما بين المركزين 1 و 10 عالميا على أن يتم اعتماد رياضيي الفئة –ب- من المحتلين للمراكز ما بين 10 و 30 عالميا، على أن يتم استبعاد أي بطل يتم إقصاؤه عند انطلاق الإقصائيات النهائية الخاصة بألعاب لندن 2012 . و اعتبر المصدر أنه لا يمكن اعتبار البرنامج بمثابة «خيرية» كما قررت احتضان أبطال تعتقد أنهم مرشحون للتألق رغم عدم اختيارهم من طرف الجامعات المعنية بسبب خلافات ثنائية.