تعد قلة فضاءات الترفيه في العاصمة الاقتصادية القاسم المشترك الذي تعاني منه العائلات البيضاوية التي تجد نفسها محرجة أمام أطفالها، خاصة في أيام العطل ونهاية الأسبوع، فمدينة بحجم العاصمة الاقتصادية تشتكي من قلة فضاءات الترفيه لدرجة أن الأمر لم يعد محتملا. ومن أجل مصالحة البيضاويين مع فضاءات الترفيه، كشف مصدر ل"المساء" أن هناك تحركات مارطونية هذه الأيام لوضع آخر اللمسات على مرفق سندباد الترفيهي، الذي أعيدت عملية هيكلته من جديد، وقال المصدر ذاته إن هذا الفضاء سيبدأ قريبا في استقبال زواره، حيث خضعت جميع الألعاب الترفيهية للتجربة، وأضاف المصدر نفسه أنه من المنتظر أن يتم تدشين هذا الفضاء رسميا في الأيام المقبلة. ويعتبر الفضاء الترفيهي سندباد من أكبر الفضاءات الترفيهية بالعاصمة الاقتصادية، يمتد على مساحة 32 هكتارا وباستثمار يقارب 40 مليار سنتيم، ويتميّز الفضاء الترفيهي سندباد بمزاوجته بين الترفيه وحديقة للحيوانات، ناهيك عن توفره على مجموعة من المطاعم والمحلات التجارية، مما يجعل منه مزارا سياحيا بامتياز سيستقبل زواره طيلة اليوم وحتى ساعة متأخرة من الليل بفضل نظام الإنارة العمومية. وتشرف على إنجاز حديقة سندباد شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للتهيئة" بشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتضم حسب معطيات تتوفر عليها "المساء"، إلى جانب حديقة للألعاب ومشروع سياحي يضم فنادق وإقامات ومحلات تجارية على مساحة 26 هكتارا بتكلفة تصل إلى 2,5 مليار درهم، خصصت منها 200 ألف متر مربع لبناء شقق من طابقين (تاون هاوس). وغير بعيد عن الفضاء الترفيهي وامتدادا له، تجري الأشغال لإنجاز الحديقة الأركيولوجية التي تشكل إلى جانب حديقة الحيوانات مكونات مشروع "سندباد"، والذي يصل الاستثمار الإجمالي له إلى 346 مليون درهم. وينتظر سكان الدارالبيضاء بفارغ الصبر خروج مشروع حديقة سندباد إلى الوجود، لكن السؤال المطروح هو هل سيكون بإمكان جميع الأطفال الاستفادة من هذا الفضاء الترفيهي، الذي كان ذات يوم يعتبر ملاذ العديد من الأسر، حيث ما تزال الكثير من الأسر تحتفظ بذكريات جميلة لهذا الفضاء. وإذا كانت عجلة الفضاء الترفهي سندباد انطلقت ولم يعد يفصل على افتتاحه سوى أيام قليلة، فبالمقابل ما تزال حديقة ياسمينة تنتظر إعادة هيكلتها في إطار مشروع إعادة هيكلة حديقة الجامعة العربية، فالمرور من جانب هذه الحديقة يجعل العديد من البيضاويين يتحسرون على الزمن الجميل لهذه الحديقة.