ودع فريق الرجاء البيضاوي آخر مسابقة كان يتنافس عليها و هي كأس الاتحاد الإفريقي «الكاف» بعد خسارته الثقيلة بثلاثية نظيفة أمام مضيفه النجم الساحلي التونسي في إياب الدور الرابع، مساء أول أمس الأحد بالملعب الأولمبي بسوسة بحضور 10 ألاف مشجع بينهم ألف من جمهور «الأخضر» و «الأبيض» الذين تنقلوا بأعداد محترمة. ولعب الرجاء بدفاع متأخر واستقبل اللعب منذ البداية بعد أن فرض عليه النجم الساحلي ضغطا رهيبا، وكان قريبا من التسجيل منذ الدقيقة الأولى، بينما كانت تدخلات الحكم البوتسواني جوشوا بوندو تثير غضب لاعبي الرجاء ليقوم بتوفير أفضل عددية لفائدة أصحاب الأرض بعد مرور ربع ساعة من اللعب، إثر طرد الظهير عبد الجليل جبيرة لجمعه إنذارين لم يكونا واضحين و مبررين. وزادت متاعب الرجاء بعد طرد جبيرة، ليتمكن المهاجم الجزائري بغداد بونجاح من افتتاح التسجيل دقيقتين بعد الطرد، في ظل أخطاء دفاعية قاتلة، قبل أن يضيف نفس اللاعب هدفا ثانيا في الدقيقة 24 ليتعادل الفريقين، في ظل أن نتيجة الذهاب بملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء عرفت تقدم الرجاء بهدفين دون رد. واستمر تراجع الرجاء بعد استقبال الهدف الثاني، و لم يبادر للبحث عن تسجيل هدف التأهل، إلا بعد أن تمكن علية البريقي من إحراز الهدف الثالث في الدقيقة 72 مستفيدا من غياب الرقابة. وأهدر فيفيان مابيدي أبرز فرصة نادرة للرجاء للعودة في النتيجة، بعد أن كان أمام مرمى فارغة في الدقائق الأخيرة لتظل النتيجة على حالها ليتقدم النجم الساحلي بطل المسابقة ثلاث مرات إلى دور المجموعتين حيث سيلعب في المجموعة الثانية إلى جانب مواطنه الترجي و الأهلي المصري و الملعب المالي. واحتسب الحكم البوتسواني دقيقتين من الوقت المحتسب بدل ضائع و أعلن عن نهاية المباراة، لتنطلق احتجاجات لاعبي الرجاء و التي بلغت ذروتها من طرف ياسين الصالحي الذي توجه بقوة نحو الحكم لكن التعزيزات الأمنية التونسية قامت بحماية الحكم في الطريق إلى مستودع الملابس. وهنأ فوزي البنزرتي مدرب النجم الساحلي لاعبي لاعبيه بعد هذا التأهل و قال عقب نهاية المباراة: « بالنظر إلى نتيجة مباراة الذهاب بالدار البيضاء و التي عرفت خسارة النجم الساحلي بهدفين كان لزاما علينا التعويض هنا، مما جعل مباراة الإياب صعبة، إذ كنا مطالبين بالفوز بالثلاثة مما جعلنا نفرض ضغطا متقدما على الرجاء منذ البداية مما جعل الفريق المغربي لا يجد الحلول، كما أن لاعبيه المميزين لم يظهروا مؤهلاتهم». وأضاف: «استفدنا من طرد أحد لاعبي الرجاء و تمكنا من تسجيل هدفين، لكن للأسف لم يتواصل ذلك الأداء القوي رغم التقدم في النتيجة و التشكيل البشري حيث حصل استرخاء و لم نحافظ على نفس العزيمة ليتراجع الأداء». وتابع: «في الشوط الثاني و بعد تصحيح بعض الأمور تمكنا من تسجيل الهدف الثالث الذي يساوي التأهل الذي أسعد جميع مكونات النادي الذي حرم من لقب البطولة التونسية لأسباب بعيدة عن الرياضة و أهنئ اللاعبين على أدائهم القوي». وبخصوص اتفاقه مع مسؤولي الرجاء للعودة للإشراف عليه مجددا زاد قائلا: «بصراحة هناك عدة عروض في الوقت الراهن، و من الصعب علي أن أحسم في وجهتي و يلزمني بعض الوقت لكي أحسم لأن إصرار الأنصار هنا كبير لكي أستمر مع النجم، بجانب وجود عروض أخرى تونسية و عربية كما أشكر الجمهور الرجاوي على دعمه لي و أتمنى حظا موفقا للرجاء». بالمقابل لام جمال فتحي مدرب الرجاء البيضاوي الحكم و نقص تجربة لاعبيه و قال: «للأسف -تصيدنا- ووقعنا في فخ الحكم الذي نجح في بلوغ ما كان يرغب فيه بعد أن تسبب في نرفزة اللاعبين الذين يفتقدون لخبرة التحكيم الإفريقي في مثل هذه المناسبات، و يمكن القول أن الحكم كان طرفا في إقصاء الرجاء و منح التأهل للنجم الساحلي الذي لم يكن في حاجة إلى دعم الحكم لأن طرد جبيرا مقصود علما أنه لا يستحق الإنذارين معا». وأضاف: «رغم النقص العددي و التأخر في النتيجة كانت لدينا فرصة لإنهاء المباراة في الدقائق الأخيرة، لكنها لم تستغل جيدا و على المسؤولين الآن القيام بتقييم شامل للموسم الكروي الحالي الذي لم يكون فيه الفريق موفقا».