محمد بنقرو حذر جمعويون، في اتصالهم ب"المساء"، من الخطورة التي تهدد الفرشة المائية بمكناس، وذلك بسبب النفايات والمواد الخطيرة التي يتم التخلص منها بطريقة عشوائية بالمنطقة، إذ تلجأ بعض المصانع والمعامل الكبرى، خصوصا تلك التي توجد على ضفاف نهر بوفكران إلى التخلص من مواد كيماوية سامة وخطيرة تستعمل في منتوجاتها عن طريق مجاري سرية أحدثت في اتجاه هذا الوادي. وكشفت المصادر أنه في غياب مجاري الصرف الصحي يتم رمي النفايات الخطيرة في هذا النهر الذي تستعمل مياهه في سقي بعض المنتوجات الفلاحية والخضر، كما أن المسؤولين يتساهلون مع أرباب المعامل بالرغم من الخطورة الكبيرة التي تشكلها تلك المواد الخطيرة التي ترمى في النهر، مما أضحى يهدد صحة سكان المنطقة بسبب تناولهم مياها ملوثة ومنتوجات زراعية وخضروات يتم سقيها بهذه المياه الملوثة بمواد كيماوية وسامة. وأشارت المصادر إلى أن كل الأسماك التي كانت تعيش في مياه صهريج السواني نفقت مؤخرا، حيث طفت كلها على السطح بعدما تسربت صح مواد خطيرة وسامة من الوادي الذي يعد مصدر تلك المياه التي تتجمع في هذا الصهريج الذي يعد معلمة تاريخية بالمدينة. إضافة إلى نفوق أسماك أخرى كانت تعيش في بحيرة على مستوى قنطرة طريق الحاج قدور وتقاطع واد بوفكران مع طريق فاسالرباط بالقرب من دوار ايت عثمان، قبل أن يتدخل بعض المسؤولين لستر هذه الفضيحة البيئية الخطيرة وتم تمريرها دون محاسبة المسؤولين عنها، الأمر الذي جعل المشكل يبقى قائما إلى حد كتابة هذه السطور. ونبهت المصادر إلى خطورة أخرى تهدد هذا الوادي، ويتعلق الأمر ببعض محطات الوقود التي توجد حاليا في طور الإنجاز وتستعد في القريب العاجل للشروع في الاشتغال على مستوى الطريق الرابطة بين مكناس وبوفكران، إذ حصلت هذه المحطات على تراخيص بطرق غير معروفة بالرغم من أن المنطقة تعاني من غياب قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي سيزيد، حسب المصادر ذاتها، من خطورة الوضع بعد أن تلجأ هذه المحطات هي الأخرى الى التخلص من المياه التي تستعملها في هذا النهر. وقد طالبت الفعاليات الجمعوية المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا المشكل البيئي الخطير، والعمل على التدخل العاجل من أجل تصحيحه حفاظا على أمن وسلامة السكان والمنطقة برمتها.