كشفت المحامية المغربية (ن.ب) الموجودة حاليا بالمملكة العربية السعودية، في اتصال مع «المساء»، عن صدمة الحجاج المغاربة في مكة من غياب البعثة الطبية المغربية هناك، مما دفعهم إلى تلقي العلاجات والفحوصات الطبية لدى الأطباء الجزائريين. ولم تستطع المحامية المغربية كتمان استيائها من اللامبالاة التي يلاقيها الحجاج المغاربة أثناء ترددهم على مقر البعثة في فندق المودة حين لا يجدون أي طبيب في استقبالهم، ويكتفي المشرفون عليها بتقديم الباراسيتامول فقط إلى المرضى منهم. وعانت الحاجة المغربية، منذ وصولها إلى السعودية، من ضيق في التنفس واضطراب جلدي، فتوجت إلى مقر البعثة الطبية المغربية وانتظرت ساعتين دون قدوم الطبيب. «كنت في وضع صحي حرج، وحملني بعض الحجاج المغاربة إلى البعثة الجزائرية التي استقبلنا أطباؤها بترحاب كبير وأجروا لي الفحوصات وقدموا إلي الأدوية وتحسنت حالتي قليلا»، تتابع (ن.ب). وعبرت المحامية عن مخاوفها من أن يكون لقاح «أنفلونزا الخنازير» الذي حصلت عليه قبل مغادرة المغرب السبب في الأعراض الصحية التي عانت منها، دون أن تخفي أن المعاناة التي وجدتها ستدفعها إلى التحرك قانونيا بعد إنهائها شعائر الحج وعودتها إلى المغرب، ولم تكشف عن طبيعة الخطوات التي تنوي اتخاذها. وأكدت شهادات منفصلة لحجاج مغاربة اتصلوا ب«المساء» أنه كان من الضروري توفير طبيب مغربي لكل فندق يقيم فيه الحجاج المغاربة، مستنكرين ما أسموه «حالة الإهمال» التي لم يتخيلوها في البعثة الطبية غير المجهزة بالمختبرات المتنقلة للتحاليل، مما جعلها، في نظرهم، «مجرد لافتة لا غير». هذا، وأعلنت وزارة الصحة السعودية، أول أمس، عن وفاة سيدة مغربية تبلغ من العمر 75 سنة جراء إصابتها بفيروس «إيه.إتش1. إن1»، وهو ما نفاه فؤاد بوشارب، مدير البعثة الطبية المغربية في الحج، في تصريح صحفي، مؤكدا أن الحالة الصحية للحجاج المغاربة «جيدة وأنه لم تسجل في صفوفهم أية أمراض وبائية أو معدية». وأكد مصدر ل«المساء» أن خمسة حجاج مغاربة من سيدي عثمان بالدار البيضاء يرقدون، منذ أيام، في فندق قصر الفهد بعد إصابتهم ب«أنفلونزا الخنازير». وأضاف نفس المصدر أن البعثة الطبية المغربية تتكتم عن الإعلان عن هذه الحالات ولا تشرف على توزيع الأقنعة الواقية على المغاربة، وسط توقعات باحتمال ظهور حالات جديدة بعد انتقال الحجاج إلى منى يوم غد.