حذرت فعاليات جمعوية ناشطة بالجنوب الشرقي، من تفشي ظاهرة انتشار الحشرات السامة كالأفاعي والعقارب التي أضحت تهاجم السكان وتقتحم أقسام المدارس، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم إرسال الجهات الوصية دوريات تقوم برش المبيدات الحشرية للقضاء عليها بهذه القرى النائية. كما طالب الجمعويون وزارة الصحة بالتدخل العاجل من أجل تعزيز المراكز الصحية بالأدوية، خاصة أنه يتم، سنويا، تسجيل عدة وفيات بسبب لدغات هذه الحشرات في صفوف الأطفال، في ظل بعد المراكز الصحية وعدم توفرها على الوسائل الكفيلة بحماية الأرواح في مثل هذه الحالات. وأوضح الجمعويون أن انتشار العقارب والأفاعي يسجل في المناطق التي تعرف أعلى معدلات ارتفاع في درجات الحرارة، كزاكورة وطاطا وأقا ومداشرها، حيث إنه في السنة الماضية، يضيفون، تم تسجيل ثلاث حالات لأطفال لقوا حتفهم بسبب هذه الحشرات، مشيرة إلى أن خطورة الأمر تزداد بسبب بعد المراكز الصحية وخلوها من الأطر الطبية، كالمركز الصحي «تاغبالت» بزاكورة الذي يوجد في منطقة نائية بدون طبيب، رغم أن الوزارة سبق وأعلنت عن منصب شاغر بهذه المنطقة، حسب الجمعويين. وأكدت المصادر ذاتها أن سكان هذه المداشر بمختلف مناطق الجنوب الشرقي، وخاصة من يقطنون بالقرب من الأودية، يتخوفون من مخاطر انتشار الزواحف والحشرات التي تباغتهم وتودي بحياة أطفالهم. وذكر الجمعويون بالحادثة التي وقعت مؤخرا، والتي عرفتها مدارس ابتدائية بالجنوب الشرقي وبالضبط بإقليم الرشيدية، حيث هاجمت قاعاتها العقارب والأفاعي التي اقتحمت الفصول الدراسية وزرعت الرعب في صفوف التلاميذ وأساتذتهم الذين تداولوا صورها في مواقع التواصل الاجتماعي في منظر اقشعر له بدن كل من رأى تلك الصور، التي تعرض عقارب وأفاعي تتجول بكل حرية داخل الأقسام وفوق الطاولات. وفي مدشر تكديرت بأقا التابع لإقليم طاطا، أضاف الجمعويون أنه تم تسجيل إصابة طفل يتابع دراسته بالمستوى الابتدائي بلدغة أفعى، خلال الأسبوع المنصرم، تم نقله على وجه السرعة إلى مستوصف جماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك، لينقل فيما بعد إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي بمدينة طاطا، مشيرة إلى أنه في الحالات التي يكون فيها المركز الصحي بعيدا عن سكان هذه المداشر، فإن العلاج يقتصر على طرق تقليدية لعلها تنقد المصاب من الموت.