فككت عناصر تابعة لمصلحة الشرطة القضائية بفاس «شبكة» متهمة ب»احتجاز» أطفال ينتمون إلى أسر فقيرة واستغلالهم في التسول. وقالت المصادر إن عناصر الأمن ترصدت عناصر متهمة بالانتماء إلى هذه الشبكة، وتتبعت خطواتهم، قبل أن تقتحم فيلا مهجورة بشارع الجيش الملكي بوسط المدينة، لاعتقالهم. وتحدثت مصادر جمعوية على أن ما يقرب من 12 طفلا، وضمنهم فتيات، «يقبعون» في هذه الفيلا المهجورة، ويتعرضون لاستغلال بشع من قبل أفراد المجموعة. وأضافت المصادر بأن أحدهم لا يتجاوز عمره 8 سنوات. وعثر على أحد هؤلاء الأطفال وآثار دماء على ملابسه، وهو في حالة متقدمة من التخدير، ما يوحي باحتمال تعرض عدد منهم لاعتداءات جنسية. وتبين من خلال التحقيقات بأن أفراد هذه المجموعة تتكون من فتيات وشبان، وكانوا يستغلون الفيلا المهجورة كمكان آمن للاختباء. وأظهرت التحريات أن المتورطين في القضية مدمنون على تناول مختلف أنواع المخدرات، وكانوا يستغلون أطفال أسر فقيرة في التسول. وكشفت التحقيقات على أن بعض الأطفال من ضحايا هذه المجموعة قد دخلوا دون أن يدرون عالم المخدرات الرخيصة. ويقدم هؤلاء الأطفال لأفراد المجموعة كل ما يجمعونه من مبالغ مالية من التسول طيلة اليوم في الشوارع بالقرب من أضواء المرور، وفي المقاهي، والأماكن العامة، مقابل منحهم ما يكفيهم من اقتناء مخدرات رخيصة. وكانت الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد قد أثارت هذا الموضوع في الآونة الأخيرة، وحذرت من عدم الحزم في التعامل مع ظاهرة استغلال الأطفال في التسول، وطالبت بتشديد العقوبة في حق المتورطين في مثل هذه الأعمال البشعة التي تساهم في تخريج أفواج من المنحرفين، والجانحين، والمدمنين، بعاهات اعتداءات جنسية، وجسدية مستدامة. وقدمت شهادة مؤثرة لوالدة طفل صنف ضمن ضحايا هذه المجموعة، تحدثت فيها على أن ابنها أصبح يعاني من اضطرابات جراء إدمانه على المخدرات الرخيصة، وطالبت من السلطات الأمنية بالتدخل لوضع حد لأعمال هذه المجموعة التي حولت فيلا مهجورة إلى مقر لإدارة استغلال بشع لأطفال يتم استقطابهم من أحياء شعبية، ومن أسر فقيرة بعضها منشغل بلقمة العيش، والبعض الآخر يعاني من تداعيات التفكك جراء النزاعات التي تؤدي إلى الطلاق والتشتت.