قبل يومين تقريبا، تمت إعادة انتخاب مريم بنصالح شقرون، بالأغلبية المطلقة، على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، لولاية ثانية من ثلاث سنوات (2015 – 2018)، وذلك خلال الجمع العام الانتخابي للاتحاد. الجمع العام انتخب، أيضا، رئيس لجنة اللوجستيك بالاتحاد ومؤسس ومدير عام شركة «لافوا إكسبريس» المتخصصة في قطاع النقل ونقل الإرساليات واللوجستيك، محمد طلال، في منصب نائب رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث حصل إلى جانب بنصالح على 98.47 في المائة من الأصوات المعبر عنها خلال عملية التصويت. بنصالح، أو «المرأة الحديدية» كما يلقبها بذلك البعض، استطاعت أن تضرب بقوة داخل إطار ظل لسنوات حكرا على الرجال، حتى بات الكل يخشى من منافستها على رئاسة نقابة الباطرونا، وترسخ مبدأ المرشح الوحيد للمرة الثانية على التوالي في انتخابات كانت تعرف منافسة شرسة بين مجموعة من المرشحين خلال السنوات الفارطة. لكن، ما السر وراء ذلك؟ الجواب عن هذا السؤال يوجد في طيات الجواب عن أسئلة عديدة، من قبيل، هل بالفعل حققت بنصالح ل»الباطرونا» ما عجز عنه رؤساء سابقون؟ وهل انقرض المتميزون داخل دواليب نقابة «الباطرونا» حتى لم يعد هناك من منافس لها؟ وهل هناك جهات خفية في السلطة جاءت ببنصالح وظلت توفر لها الدعم والحماية من أجل أهداف سياسية معينة؟ في حوار سابق مع «المساء»، قال صلاح الدين القدميري، النائب الأول السابق لبنصالح، إن «»الاتحاد العام لمقاولات المغرب» لا يمارس السياسة، وإنه لا يمكن لأحد أن يعطينا الدروس في هذا المجال». لكن ما جرى، مرة أخرى، في انتخابات الاتحاد العام لمقاولات المغرب يؤكد أن «الباطرونا» أصبحوا جزءا لا يتجزأ من اللعبة السياسية.