بعد غياب دام ثماني سنوات عن القسم الأول، أخيرا نجح «فارس البوغاز» في تحقيق آمال جماهيره العريضة، وحقق الصعود إلى البطولة «الاحترافية»، حيث سيكون واحدا من فرقها في دوري الموسم المقبل. لقد حاول اتحاد طنجة عدة مرات تحقيق الصعود، لكن حسابات السياسة ظلت تجره إلى الخلف، حيث دفع الفريق غاليا ثمن هذه الحسابات، لكن في المقابل فإن الجمهور الطنجي وجه رسائل في عدة اتجاهات، فقد ظل دائم الحضور لمباريات الفريق، وكشف أن حسابات الساسة لا تهمه، بل إن ملعب طنجة الكبير فاق عدد الحضور فيه 40 ألف متفرج في الكثير من مباريات الفريق، وهو رقم لا تصل إليه حتى فرق البطولة «الاحترافية»، فما بالك بفريق في القسم الثاني، كما أن هذا الجمهور لم يكن يتردد في مرافقة الفريق خارج طنجة وتشجيعه بشكل حضاري قدم صورة رائعة عن طنجة وعن جمهورها وأظهر جانبا من العشق الكبير لهذا الجمهور لكرة القدم، وكيف أنه مخلص لفريقه في السراء والضراء، وينتظر على أحر من الجمر اليوم الذي سيصبح له فيه فريق في البطولة «الاحترافية». وإذا كان اتحاد طنجة تمكن اليوم من تحقيق جزء ولو صغير من طموحات ساكنة طنجة التي أصبح لها اليوم فريق بين الكبار، وإذا كان الفريق يملك قاعدة جماهيرية كبيرة تمثل رأسمال مهم، إلا أن ما سينتظر الفريق في المرحلة المقبلة هو الأصعب. لذلك، يحتاج المكتب المسير إلى أن يحسم سريعا في «خارطة عمل» المرحلة المقبلة، ويحتاج إلى تضافر أكبر للجهود من طرف السلطات المحلية، ويحتاج إلى موارد مالية، وإلى رؤية وحكامة تضعه على السكة الصحيحة، حتى لا يكرر أخطاء فرق حققت الصعود ثم وجدت نفسها تعود بسرعة للقسم الثاني، وحتى لا يظل رهينة لحسابات بارونات الانتخابات. لايكفي أن ينتدب اتحاد طنجة اللاعبين، ولكن المهم أن يثبت أقدامه في البطولة الاحترافية، وأن يضع سقف أهدافه يوافق المرحلة، دون أن يرسم أحلاما كبيرة ثم يصيب جمهوره بالإحباط بعد ذلك. هناك الكثير من التجارب التي يمكن أن تلهم مسؤولي اتحاد طنجة، لعل أبرزها تجربة المغرب التطواني الذي حقق الصعود للقسم الأول، وثبت أقدامه، قبل أن يصبح رقما صعبا في معادلة البطولة، وقد يصبح رقما بارزا في معادلة الكرة الإفريقية.