فجر المئات من المواطنين فضيحة من العيار الثقيل بإحدى المناطق المعروفة ببوسكورة، حيث يوجد معمل عشوائي كبير لتذويب الحديد، كان سببا في إصابة العشرات من السكان بأمراض خطيرة ومزمنة كالسرطان وأمراض بالجهاز التنفسي، إضافة إلى إجهاض حوامل لا يصمدن حتى شهرهن التاسع بسبب مواد خطيرة تستعمل لتذويب الحديد، رغم أن المصنع يتوفر على رخصة لتربية الدواجن فقط. وحسب شهادات صادمة لعشرات السكان فإن المصنع، الذي سبق أن صدر في حقه قرار بالهدم من طرف العاملة السابقة لعين الشق بالدار البيضاء، مازال يمارس مهامه في سرية تامة ورغم الرسائل التي وجهت إلى الجهات المسؤولة والتي كانت مرفقة بشواهد طبية تكشف عن الأمراض التي لحقت العشرات من الأطفال والنساء بسبب المادة التي تستعمل عادة لتذويب الحديد والمعروفة باسم «الديوكسين». واضطر نشطاء بالمنطقة إلى تداول رسائل قصيرة فيما بينهم محذرين من ترك المياه عرضة للهواء ومن استخدام العبوات البلاستيكية الخاصة بالمشروبات والعصائر والألبان في استعمالات حفظ العصائر أو الماء المبرد في الثلاجات المنزلية بالمنطقة لإمكانية تسرب مادة «الديوكسين» السامة والمسرطنة التي قالت مصادر متطابقة إنها تتسلل إلى العصائر أو المياه بعد استخدامها للمرة الثانية، وكذلك التحذير من عدم تغليف اللحوم بالنسبة للجزارين بالمنطقة، والذين يعون جيدا خطورة المادة على اللحوم التي يعرضونها عادة خارج محلاتهم التجارية. وكشف مصدر «المساء» أن المصنع الذي مازال ينشط في تذويب الحديد رغم قرار هدمه من طرف عاملة عين الشق السابقة، يستعين بعمال هنود لهم تجربة في تذويب المتلاشيات الحديدية وكيفية التعامل مع مادة «الديوكسين» التي عادة ما يجري استعمالها في جنح الظلام حتى لا تثير انتباه السلطات المحلية. ولا يعتبر مصنع بوسكورة العشوائي الوحيد من نوعه بالمنطقة، بل تتعدد البنايات العشوائية بالمنطقة، إذ تبين أنه في زمن قياسي تحول إلى حي صناعي يضم أزيد من 500 مصنع، كلها بنيت بترخيص لبناء إسطبل «كوري»، وقامت لجنة من عمالة النواصر بزيارة إلى دوار الحفايا، حيث وقفت على الخروقات العمرانية وانتشار الأبنية فوق أراض فلاحية.