حدد قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، تاريخ الثالث والعشرين من شهر أبريل الجاري، للشروع في الاستنطاق التفصيلي للمراقب العام العربي رفيق، رئيس المنطقة الأمنية الإقليمية السابق، بتهمة التبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها والوشاية الكاذبة في حق والي أمن القنيطرة. وكشفت المصادر أن بوشعيب ذكير، رئيس الغرفة الثانية للتحقيق استمع تمهيديا لتصريحات المسؤول الأمني المذكور بشأن الأفعال المنسوبة إليه، قبل أن يقرر تأجيل الخوض في تفاصيل هذه القضية، التي هزت أركان ولاية أمن عاصمة الغرب، إلى الجلسة القادمة، التي من المنتظر أن يحال عليها المشتبه فيه في حالة سراح. وأفادت المصادر أن التحقيق القضائي، انطلق، بعدما أنهت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء تحرياتها في الاتهامات التي وجهها الرئيس السابق للمنطقة الإقليمية للقنيطرة لعبد الله محسون، والي أمن القنيطرة، بالتحرش الجنسي بزوجته، التي بادرت إلى وضع شكاية لدى زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، والتي سارعت بدورها إلى إشعار بوشعيب ارميل، المدير العام للأمن الوطني، نظرا لحساسية الموضوع. وكشفت المصادر نفسها أن الأبحاث الأولية شملت العديد من المسؤولين الأمنيين، بعدما استمعت عناصر الفرقة الوطنية إلى كافة الأطراف الرئيسية في هذه القضية، في الوقت الذي قررت الإدارة العامة إعفاء صاحب الشكاية من مهامه وألحقته بمصالحها بالرباط، خاصة، بعد سلسلة من التحقيقات الميدانية التي قامت بها لجنة تفتيش مركزية، أوفدها بوشعيب ارميل، للتحقيق في ما نسب للوالي محسون في الشكاية سالفة الذكر. وعلمت «المساء» أن الإدارة العامة عينت بشكل رسمي، أول أمس، بوزيان المومني، نائب رئيس منطقة أمن مكناس، وكذا الرئيس السابق للمنطقة الإقليمية للأمن بأزيلال، رئيسا جديدا للمنطقة الأمنية الإقليمية للقنيطرة، خلفا للمسؤول المعفى من مهامه، التي كان مكلفا بها بصفة مؤقتة العميد بوجمعة الزراد. وانطلقت أولى أطوار هذا الملف المثير، حينما توترت العلاقات التي تجمع عبد الله محسون، والي أمن القنيطرة، بالعربي رفيق، المسؤول الثالث آنذاك بنفس الولاية، بسبب اتهام الأول للثاني بالتقصير في مهامه، وعدم قدرته على تدبير الوضع الأمني في غيابه ومحدودية أدائه المهني، وهي الملاحظات التي كانت موضوع تقارير أشرف على إعدادها كل من عبد الله منتصر، نائب المفتش العام للأمن الوطني، ومحمد الطيب، مدير الموارد البشرية، وأقلقت كثيرا رئيس المنطقة الذي كان يطمح وقتها إلى شغل منصب نائب والي أمن المدينة الذي سيصبح شاغرا في الأيام المقبلة.