كثيرة هي معاناة النساء مع المستشفيات العمومية خاصة في لحظات المخاض والولادة، فيصعب أن تجد واحدة منهن وخاصة في البيضاء وقد سلمت من المعاملة السيئة للأطباء والممرضين ولا مبالاتهم وخاصة عندما يتعلق الأمر بالولادة في الليل. "المساء" حصلت على مجموعة من المعاناة على لسان ممن أنجبن حديثا في مستشفيات عمومية بالبيضاء واللواتي لم يخفين ألمهن وتذمرهن من الإهمال ولا مبالاة الأطر الصحية بهذه المستشفيات. تبدأ أحداث القصة عندما ذهبت (أ. ب) إلى دار للولادة المجاور لسكنها في البيضاء، بغرض الفحص الشهري، وبعد انتظار دام لأكثر من ثلاث ساعات تمت معاينتها من قبل مولدة، التي أخبرتها بعد إجراء الفحص بأنها على وشك الولادة، فطلب الزوج في حينها نقل زوجته إلى مستشفى ابن رشد حيث أطباء اختصاصيون في الولادة والأطفال لكون المستوصف غير مرخص له إجراء عمليات الولادة، لكن المولدة رفضت بشدة بحجة احتمال حدوث الولادة في الطريق. وبالرغم من عدم وجود آلام الولادة التي تعرفها السيدة كونها ليست الولادة الأولى لها، إلا أن المولدة قالت إن الولادة وشيكة، وقامت بحقنها بعقار يسرع عملية "الطلق"، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية وشعورها بضيق تنفس وشحوب في الوجه، ومن ثم تحويلها إلى غرفة إجراء عملية الولادة، حيث عوملت حسب قولها معاملة قاسية وعنيفة من قبل المولدة ومساعداتها، وهددتها باستخدام جهاز شفط الجنين( جهاز للإسراع بالتوليد في الحالات الصعبة) إن لم تتعاون معها وتستجيب لكل طلباتها، ونتيجة لذلك تعرضت (أ. ب) بعد الولادة لحالة نزيف شديد كادت أن تودي بحياتها. ألم وانتظار لم تكن "خدوج" تعلم أن نهايتها ستكون بهذا الشكل تقول والدتها، فبعدما تحقق حلمها بعد سنوات من الانتظار ببشرى حملها الأول، راحت لتترك طفلها يتيما وتؤكد "خدوج" في سردها لحكايتها بالقول "حين حان موعد الولادة توجهت إلى أقرب مستشفى في مدينة القنيطرة وأنا أتألم بشدة، فتم إدخالي إلى غرفة الولادة وأنا أتضرع إلى ربي بانفراج الكربة، فكانت والدتي تراقب الموقف عن قرب وتتألم وهي ترى ابنتها تصرخ من الألم". كانت الأم تسمع صوت ابنتها وهي تصرخ وأخبروها أنها ستلد ولادة طبيعية، ولكن ما حدث أن الأمر تبدل بعد أن سألت الأم دكتورا يستعد للدخول إلى غرفة العمليات، فأخبرها أن ولادة ابنتها ستكون قيصرية، فامتلكت الحيرة الأم التي لم تعرف ما الذي سيحدث لابنتها؟ أمام سماعها لصرخاتها وآلامها . في إحدى الصرخات أحست الأم بألم كبير لأن هذه الصرخة قوية جداً وبعدها انقطع الصوت وهو ما زاد من قلق الأم على ابنتها وبعد نصف ساعة تم إخراج الطفل وقالوا ولادة طبيعية والولد سليم معافى. فسألتهم الأم "خدوج" ؟ فلم يتم الرد عليها وتجاهلوها، حيث ظلت الأم ثلاث ساعات وهي تنتظر الخبر ولا أحد يرد لتخبرها إحدى عاملات النظافة أن ابنتها ولدت بشكل طبيعي وتم نقلها إلى جناح "الوالدات". "الزيزوار" لتمزيق رحمي رشيدة من البيضاء، تقول ذهبت ذلك اليوم إلى المستشفى القريب من المنزل بغية الولادة في ساعات متأخرة من الليل والألم يعصرني ولا أستطيع الوقوف على رجلاي. لكن صراخ الممرضات جعلني "أكتم نفسي" ولا أتكلم بالمرة، حيث كانت كل واحدة منهن تصيح في وجهي "سكتينا "، أما الطبيبة التي استيقظت على مضض فلم تبخل علي بتكرار كلمة "اذهبوا بها إلى غرفة العمليات "حتى دون أن تكلف نفسها عناء فحصي والاطلاع على حالتي . وحين اشتد علي الألم أخذت أصرخ "أنقذوني" ولا مجيب إلى أن أحسست برأس المولودة قد غادر رحمي وصراخي يزداد وقامت باستعمال "زيزوار" لتمزيق رحمي دون مراعاتها للمولودة التي كادت أن تمزق جمجمتها كما سمعت ذلك من قبل ممرضة كانت تساعدها في ولادتي ونبتها إلى الخطأ الذي كادت أن ترتكبه بأن تقتل المولودة . فحصني ما يزيد عن 6 متدربات "حليمة " من مدينة البيضاء، افتتحت كلامها بالتأكيد " لا يمكنني أن أنسى الألم الذي أحسست به حين قامت الطبيبة برتق جرحي بدون مخدر يقيني من الألم، حيث استعنت بمنديل أضعه في فمي حتى أتقي صياحها في وجهي وهي تطلب مني السكوت رغم ما أحس به من ألم ". وتسترسل "حليمة" ذهبت إلى المستشفى عند الساعة 12 زوالا ولم" يفك الله سراحي" إلا بحلول الساعة 6 مساء، حيث تركوني عارية بدون غطاء، وبعدها تم وضعي في سرير غطاؤه ملطخ ببقع سوداء ورائحته تزكم الأنف والشيء نفسه بالنسبة للسرير الذي وضعت فيه مولودتي الصغيرة . صراخ وتهديد وقالت"فاطمة الزهراء" التي تقطن بمدينة الدارالبيضاء أنها ذهبت إلى المستشفى حتى أتمكن من "ولادة طفلتي لكني لم أجد غير المعاملة السيئة والتعنيف، حيث كنت أحس برأس الجنين وقد غادر رحمي، لكن الطبيبة صاحت في وجهي وقالت لي "اسكتي" لكني لم أسكت وفقا لطلبها وواصلت صياحي "أنقذوني… أنقذوني" إلى أن استجابوا لطلبي وأنجبت طفلتي رغم ما عانيت من سوء معاملة. .