على بعد أقل من شهر من قدوم عيد الأضحى، الذي يرجح أن يحل يوم السبت 28 نونبر الجاري، بدأ اهتمام الناس بالأضحية ونوعيتها وأثمنتها يظهر في المجالس العامة، وقد أوضح رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز بنمبارك فنيري في تصريح ل «المساء» أن العرض من رؤوس الماشية هذا العام سيفوق بقليل طلب الأسر المغربية، إذ يتوقع أن يتراوح الأول بين 5.5 و6 ملايين رأس والثاني بين 5 و5.5 ملايين رأس. وأضاف فنيري أن أثمنة الماشية تتراوح هذه الأيام بين 35 و37 درهما للكيلوغرام، وما تلبث أن ترتفع تدريجيا مع اقتراب العيد، بحيث سترتفع في الأيام القليلة المقبلة إلى 38 أو 40 درهما مع بدء عمليات شراء الأضاحي في الأسواق والفضاءات المفتوحة في المدن والأحياء، على أن تصل الأسعار إلى ذروتها قبل يومين من عيد الأضحى، بحيث ترتفع إلى 45 درهما للكيلوغرام، أي أن كبشا يزن 50 كيلوغراما سيبلغ ثمنه 2250 درهما نظريا، لأن المضاربات التي تقع في الأيام الأخيرة، التي يقوم بها ما يسمى ب «الشناقة» توصل الأسعار إلى مستويات عالية. وأوضح رئيس جمعية مربي الأغنام والماعز أن تصاعد الطلب يومين قبل العيد يرجع إلى أن الأغلبية العظمى من سكان الشقق لا يستطيعون شراء الأضحية أياما كثيرة قبل العيد لعدم توفرهم على مكان للاحتفاظ بها. على صعيد آخر، يمثل عيد الأضحى أكبر فرصة على مدار العام بالنسبة إلى الكسابة لجني بعض الأرباح، بحيث يدر عيد الأضحى ما بين 6 إلى 7 ملايير درهم على البادية، وهي أرباح ستمكن الفلاحين من تمويل عمليات خدمة الأرض خصوصا أن سكان البوادي ينتظرون بفارغ الصبر نزول المطر بعدما حرثوا الأرض وما أن تبدأ أولى قطرات المطر حتى يسارع هؤلاء إلى اقتناء البذور للقيام بعملية الزرع. وبخصوص سلالات الأغنام التي يكثر عليها الطلب عادة، قال فنيري إن أهم السلالات التي يقع عليها الطلب خمس على رأسها السردي التي يقبل عليها سكان جهة الدارالبيضاء على الخصوص لقربها من منطقته الأصلية جهة الشاوية ورديغة، وسلالة «تمحضيت» المتحدرة من مناطق الأطلس المتوسط والتي يقبل عليها سكان الرباط وفاس ومكناس للحمها الكثيرة ونوعيته الجيدة، وسلالة بني كيل التي يفضلها سكان الشمال وأقاليم وجدة وفيكيك وجرادة وتازة، وسلالة «أبي الجعد» بتادلة وواد زم وخريبكة وبني ملال... ولاعتبارات دينية فإن أغلبية الأغنام التي تعرض للبيع في أسواق العيد تكون من الذكور، ويتم تسمينها في الضيعات قبل 6 أشهر من حلول عيد الأضحى لتكون جاهزة ومستوفية للشروط الشرعية في الأضحية. طرف آخر ينتهز عيد الأضحى لتحقيق أرباح وزبناء جدد وهي البنوك، فقد شرعت العديد منها في طرح عروضها التمويلية الخاصة بالعيد، ومن هذه المؤسسات البنكية ما تعرضه «تسليف الشعبي» التابع لمجموعة البنك الشعبي من قرض ب 6000 درهم يسدد على مدى 36 شهرا بمعدل 195 درهما كل شهر أي ما مجموعه 7020 درهما بفارق يفوق 1000 درهم عن مبلغ القرض، وتعرف البنوك ومؤسسات القروض كيف تستفيد من الحرص الشديد الذي يبديه المغاربة لشراء الأضحية مهما كلف من ثمن، ومن لجوء الكثيرين إلى الاقتراض.