خضع طفلان شقيقان (3 و5 سنوات) من أسرة فقيرة تتحدر من ضواحي مدينة وجدة، مصابان بصمم بالغ وتام نتيجة زواج الأقارب، لعمليتين جراحيتين لزرع أذن اصطناعية (القوقعة)، كلّ على حدة، مساء الجمعة 13 مارس 2015، أشرف على إجرائهما طاقم طبي مغربي برئاسة البروفيسور محمد رشيد غيلان، رئيس مصلحة أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والعنق بالمستشفى الجامعي بوجدة. العمليتان الجراحيتان كلفت كل واحدة 20 ميلون سنتيم من تمويل محسنين، ومكنت من وضع أذن اصطناعية تتمثل في زرع قوقعة اصطناعية بالأذن الداخلية، حيث ستُحَوِّل هذه القوقعة الأصوات الخارجية إلى شحنات كهربائية، ترسلها الأذن الداخلية إلى المخ عبر عَصَب السمع، وهي التكنولوجيا الجراحية الناجحة سواء عند الصغار الذين يولدون صُماّ أو عند الكبار الذين يعتبرون ذلك معجزة بعد استرداد سمعهم. البروفيسور محمد رشيد غيلان ذكر أن «العملية تندرج في إطار مخطط وطني لمحاربة الصمم كما أن العملية لا تتوقف عند الجراحة فقط، بل تتطلب مراقبة ومتابعة وحضور الطفل 3 أو 4 مرات بالمستشفى الجامعي بدل تنقله إلى الدارالبيضاء أو الرباط كما كان ذلك في السابق». وأضاف أن المستشفى الجامعي بوجدة يتوفر على مركز الأول من نوعه في المغرب «مركز زراعة القوقعة بالجهة الشرقية» به أخصائيون استفادوا من تكوينات بمراكز أجنبية يشرفون على حصص للترويض على النطق. وبفضل هذه العمليات مضمونة النجاح يستطيعون السمع، ومنهم من أصبح يتكلم اللغة بشكل طبيعي ويتابع دراسته في المدرسة بشكل عادي، خاصة عند الكشف مبكرا عن هذا النوع من الإعاقة والمرتبطة بتشخيص الصمم، حيث كلما تم إخضاع المعاق لعملية جراحية في سنّ مبكرة كانت النتائج مضمونة مائة في المائة من ناحية التعلم والاندماج بشكل طبيعي في الحياة العادية، وكلما تم زرع القوقعة الاصطناعية مبكرا، تمت إثارة منطقة المخ السمعية التي تشفر الأصوات مبكرا، وستكون النتائج جيّدة.