كشفت عملية أمنية استهدفت، أول أمس الاثنين، عصابة لترويج المخدرات القوية بمدينة سلا عن طبيعة المواد الكيماوية التي تلجأ إليها شبكات المخدرات القوية من أجل إغراق السوق بكوكايين مغشوش من خلال توظيف صودا الخبز ومسحوق القرقوبي. وحسب ما كشف عنه مصدر مطلع ل«المساء»، فإن عناصر الشرطة القضائية نجحت في اعتقال سبعة أشخاص لهم علاقة بعصابة لترويج المخدرات القوية، فيما لايزال البحث جاريا لتحديد هوية كبار المزودين على المستوى الوطني. وباغتت العناصر الأمنية شخصين كانا على متن سيارة رياضية من نوع «فورد» في حي اشماعو، ليتم العثور على كمية مهمة من الكوكايين النقي، قدرتها المصادر ذاتها ب40 غراما كانت موضوعة في كيس، كما عثر على كمية من «بيكاربونات الصودا» التي كان الغرض منها خلطها مع الكوكايين، إما من أجل زيادة كميته، أو استغلاله من أجل تحويله إلى مخدر «الكراك» القوي. وحسب المصادر ذاتها، فإن التحقيق مع الموقفين قاد لتحديد هوية المتعاملين معها، لتنتقل فرقة أمنية إلى حي الأمل، حيث تمت مداهمة شقة، واعتقال خمسة أشخاص عثر بحوزتهم على مبالغ مالية وكميات من الأقراص المهلوسة، و«بيكاربونات الصوديوم» وهو مركب كيماوي يستعمل بشكل أساسي في صناعة الخبز، وأيضا في طفايات الحريق وفي الصابون والأعلاف الحيوانية. إلى ذلك، كشفت التحقيقات التي بوشرت مع المعتقلين الخمسة أن الكوكايين الذي حجز بداخل السيارة كان آخر دفعة من شحنة تم ترويجها في المدينة، وكذا في الرباط بأسعار متفاوتة، وأن ما تبقى هو عبارة عن حبوب مهلوسة قابلة للخلط مع مسحوق الكوكايين إلى جانب «بيكاربونات الصودا» التي تجعل الكوكايين صلبا وقابلا للتدخين، بعد إخضاعه لعملية تسخين بواسطة ملعقة. وحسب المصادر ذاتها، فقد تم حجز السيارة التي ضبط بها الكوكايين، فيما تم التحقيق مع الموقوفين السبعة قبل إحالتهم في حال اعتقال على أنظار وكيل الملك، الذي أمر بإيداعهم سجن الزاكي بسلا، بتهم من بينها تشكيل عصابة إجرامية والاتجار في المخدرات.